المرجع الديني الشيخ جواد الخالصي: الشهادة في سبيل الله ذروة الإيمان وهي منهج الفداء واستمرار النضال في مواجهة التحديات وسر قوة الأمة
مفهوم الشهادة والموت في سبيل الله:
سلّط المرجع الديني الشيخ جواد الخالصي (دام ظله) خلال خطبة الجمعة في مدينة الكاظمية المقدسة، بتاريخ 27 محرم الحرام 1446هـ الموافق لـ 2 آب 2024م، الضوء على الجانب المعنوي للشهادة في سبيل الله تعالى. حيث أشار إلى أن الشهادة تمثل ذروة الإيمان، وهي الغاية التي يسعى إليها المؤمن بأن يفنى في سبيل الله تعالى ويقدم نفسه قرباناً لتحقيق هذا الهدف النبيل.
منهج الفداء وتجلياته:
وأوضح سماحته أن منهج الفداء قد تجلى في عاشوراء، وهو نفس المنهج الذي سار عليه إبراهيم (عليه السلام) وأحياه نبينا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم). فالروح الجهادية للأمة لا تتأثر بفقدان المجاهدين واستشهادهم، بل تزداد قوة بعد كل حادث يؤدي إلى استشهاد مجموعة منهم. فهذه الروح تتحدى النكسات والنكبات، وتستمر في مسيرتها نحو الحق.
مكانة الشهداء عند ربهم:
كما وتحدث سماحته عن مكانة الشهداء عند ربهم في جنات النعيم، حيث يعيشون في أبهى حالات القرب من الله تعالى، الذي يفوق بكثير كل الملذات الدنيوية. (فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ) القمر:55. وأشار إلى أن الشعوب التي تعيش تحت الاحتلال تجد في الشهادة سبيلاً لتحقيق الاستقلال، مثلما حدث في الجزائر التي قدمت ملايين الشهداء منذ الاحتلال الفرنسي الاول حتى تحقيق الاستقلال 1962م.
العزيمة والقوة في مواجهة الصعاب:
كل معركة تكون مرتكزة على الفداء، وعلى كل انسان ان يضحي ليصل إلى الهدف، فكيف اذا كانت هذه الحالة اسلامية وعلى المنهج النبوي الحسيني العلوي?، وأكد سماحته أن سقوط الشهداء لا يضعف الأمة، بل يزيدها عزيمة وقوة، حيث يخلف كل شهيد شهيداً آخر ليواصل الطريق.
الواقع العملي والمواجهة الحالية:
انتقل سماحته في خطبته الثانية إلى التركيز على الواقع العملي والمواجهة الحالية، مشيراً إلى أن القوى اللادينية والكافرة وصلت إلى مراكز القوة نتيجة الحروب التي خاضوها مع القوى المناوئة الاخرى لهم في اوروبا خصوصاً، وهذا هو المسار الطبيعي الذي يسلكه البشر، يقاتلون ويقتلون ويضحون في سبيل تحقيق اهدافهم او نيل استقلالهم.
اولوية المسلمين في الجهاد:
أكد الشيخ أن المسلمين هم أولى الناس بالجهاد والدفاع عن الأوطان، فهم يحملون العقيدة الصحيحة ويعملون لرضى الله تعالى، الذي وعدهم بالجنة كما جاء في الآية الكريمة:(إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (التوبة: 111).
حركة الشهداء واستمرار الكفاح:
وأشار سماحته إلى حركة الشهداء في مختلف المناطق، مثل اغتيال المجاهد اسماعيل هنية في طهران، واغتيال المرحوم الشهيد فؤاد شكر في بيروت، واستهداف المقاومة الاسلامية في العراق الذين يوجهون بنادقهم للعدو الصهيوني ويشاركون في المعركة. ودعا الجميع إلى الاستمرار في هذا الخط، وتصحيح الأخطاء التي وقعت في الماضي سواء عن عمد أو غير عمد.
ملخص المعركة:
واستذكر سماحته مقولة الشهيد فتحي الشقاقي، أمين عام حركة الجهاد الإسلامي، في تأبين الامين العام لحزب الله الشهيد السيد عباس الموسوي وعائلته: "إن حركة يستشهد أمينها العام هي حركة منتصرة قطعاً". ولما استشهد فتحي شقاقي بعد فترة ايضاً قيلت هذه الكلمة في حقه، مضيفاً سماحته: واليوم نقول: "ان حركة يستشهد رئيس الهيئة السياسية فيها والمناضلون فيها مثل حماس وحزب الله هي حركة منتصرة حتماً بإذن الله وقوته"
الدعوة للوحدة والوقوف معاً:
واختتم الشيخ خطبته بدعوة الجميع إلى توحيد الصفوف والعمل معاً في هذا المنحى الخطير، لتحقيق النصر بإذن الله وقوته.