المرجع الخالصي: الشهادة سلاح الأمة في مواجهة الطغيان ودعم المقاومة واجب شرعي في معركة التحرير
ألقى المرجع الديني الشيخ جواد الخالصي (دام ظله) خطبة الجمعة في الكاظمية المقدسة بتاريخ 1 ربيع الثاني 1446هـ الموافق لـ 4 تشرين الأول 2024م، حيث شدد على أهمية العبادة والجهاد، ومستعرضاً مسيرة الشهداء عبر التاريخ، وداعياً لدعم المقاومة في فلسطين ولبنان ضد الاحتلال الصهيوني.
العبادة الحقة والجهاد في سبيل الله
ركز الشيخ الخالصي على مفهوم العبادة الحقة لله والجهاد في سبيله، مؤكداً أن الشهادة هي أسمى وسائل القرب من الله، فهي تمثل ثبات الإنسان على أمر الدين والدفاع عن الحق حتى الموت. وقال سماحته: "إن الله تعالى يقول: (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين)، واليقين هنا يعني الموت، وأعلى مراحل الموت هو الشهادة في سبيل الله، التي تُعتبر أفضل وأشرف ما يمكن أن يناله الإنسان في حياته."
الشهداء عبر التاريخ
تحدث سماحته عن الشهداء منذ زمن النبي محمد (صلى الله عليه وآله)، وذكر بطولات عبيدة، جعفر، وحمزة، الذين كانوا من أقرب الناس إلى الرسول. وأوضح أن الشهادة استمرت حتى بعد وفاة النبي في حروب الردة والفتوحات الإسلامية، مضيفاً أن الشهادة هي معيار سامٍ للوصول إلى الله، وتُمثل تعظيماً لأمر الموت بالشكل الجميل والدقيق. واستشهد بقول الله تعالى: "وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ" (آل عمران: 146).
استمرار مسيرة الشهادة
أشار الشيخ الخالصي إلى أن طريق الفداء بدأ منذ زمن آدم (عليه السلام) وأولاده، مروراً بقصص الأنبياء، وصولاً إلى زمن النبي محمد (صلى الله عليه وآله). وأكد أن عبد الله بن عبد المطلب، والد الرسول، كان المرشح للفداء والتضحية. وأضاف أن الشهداء من الصحابة، مثل مصعب بن عمير وسعد بن معاذ، ساروا على نفس الدرب.
المجاهدون في فلسطين ولبنان
تحدث سماحته عن أبطال المق،ـاومة الذين يقاتلون في فلسطين ولبنان، مشيداً ببطولاتهم وتضحياتهم في معاركهم ضد الاح،ـتلال الص،ـهـ،يوني. وأشار إلى المعارك التي تجري الآن على حدود لبنان مع الأراضي المح،ـتلة، وكذلك في غ،ـزة التي تواجه ظروفاً صعبة.
ذكرى ط،ـوفان الأق،ـصى
تطرق الشيخ الخالصي إلى ذكرى ط،ـوفان الأق،ـصى، مشيراً إلى مرور سنة كاملة على هذه المع،ـركة المميزة. وذكر سماحته المفارقات التي شهدتها هذه المع،ـركة، مؤكداً أن أعظم ما رأيناه هو صمود المق،ـاتلين المج،ـاهدين وشعوب فلس،ـطين ولبنان. وأشاد بموقف أبطال حم،ـاس والج،ـهاد الإسلامي والشعب الفلسط،ـيني في غ،ـزة والضفة، الذين قدموا الآلاف من الضحايا، بما في ذلك النساء والأطفال.
استمرار الجه،ـاد والمشاركة المطلوبة
أكد الشيخ الخالصي أن المع،ـركة مستمرة بفضل الله، وأن المج،ـاهدين في غ،ـزة ولبنان يواصلون تقديم التضحيات في مواجهة العدو الص،ـهـ،ـيوني. ودعا أبناء الأمة إلى المشاركة الجدية في هذه المعركة، سواء بالدعم المالي أو الإمكانيات، أو بالموقف الواضح في مواجهة الإشاعات وتوضيح الحقائق. كما شدد على ضرورة حضور الجميع في اللقاء السنوي لذكرى ط،ـوفان الأق،ـصى يوم الاثنين القادم، والذي سيكون فرصة لمناقشة مآلات المعركة ومواقف الأمة منها.