المرجع الخالصي: القضية الفلسطينية هي امتداد للصراع بين الحق والباطل وهو نفس الصراع الذي قاده الامام الحسين (ع) في كربلاء
أكد المرجع الديني الشيخ جواد الخالصي (دام ظله) خلال خطبة الجمعة في مدينة الكاظمية المقدسة، بتاريخ 11 صفر 1446هـ الموافق لـ 16 آب 2024م، على أهمية العودة إلى الإسلام الصحيح، كما رسمه لنا النبي محمد (ص) وأهل بيته الكرام، بعيداً عن المصالح الضيقة الخاصة التي تشوه جوهر الدين. داعياً المسلمين إلى التحلي بالتقوى والالتزام بتعاليم الإسلام النقية التي تضع المصلحة العامة للأمة فوق كل اعتبار.
الاهتمام بالأمور العامة للمسلمين:
وشدد سماحته على ضرورة الاهتمام بالأمور العامة التي تخص الأمة الإسلامية، مؤكداً أن هذه القضايا من أهم الضروريات التي أوصتنا بها الشريعة الإسلامية. وحث المسلمين على الالتزام بالعمل الجماعي والمشاركة الفعالة في تحسين أوضاع الأمة، استناداً إلى مبادئ الإسلام التي تدعو إلى الوحدة والتعاون.
التصدي للأجندات المشبوهة:
في الآونة الأخيرة، قامت بعض الجماعات العميلة والحزبية الكافرة باستغلال قضايا مثل تعديل قانون الأحوال الشخصية للترويج لأجنداتهم وتشتيت الانتباه عن المعارك الحقيقية. الهدف من هذه الضجة هو إشغال الناس بقضايا ثانوية وتحريف الحقائق. فبعضهم يتحدث عن تعديل القانون دون قراءة النص الأصلي أو الاطلاع على التعديلات المقترحة. ومع ذلك، تم إثارة ضجة كبيرة حول هذا الموضوع. كما تم تشويه مسألة إرث الزوجة، موضحاً سماحته الزوجة ترث من جميع ممتلكات زوجها على رأي فقهي مشهور، وباستثناء بعض الحالات المتعلقة بالعقار على رأي آخر. ومع ذلك، يجب التعامل مع هذه الاختلافات بعلم ودراية وليس بتحريف الحقائق.
الوضع في فلسطين والمسؤولية الجماعية:
ثم انتقل سماحته بعد ذلك للحديث عن ما يجري في فلسطين، مشدداً على أن ما يحدث هناك يوجب على الجميع تقديم الدعم والمساندة والتأييد. وأكد أن هذه المسؤولية تقع على عاتق الأمراء والعلماء والمراكز العلمية في العالم الإسلامي، مطالباً بتوحيد الجهود من أجل نصرة الشعب الفلسطيني ودعم قضيته العادلة. وان دعوات بعض المدعين بعدم الاشارة إلى غزة في مجالس التبليغ هو افتراء ودس على الجهات المرجعية التي اصدرت بيانات واضحة وان كان يؤخذ عليها عدم المتابعة اللازمة لمثل هذه الاحداث الخطيرة.
ربط معركة الطف بواقع فلسطين:
وفي سياق متصل، أوضح سماحته أن ما يجري في فلسطين اليوم يشابه معركة الطف التي تستعد الأمة الإسلامية لإحياء ذكرى أربعينية الإمام الحسين (ع) فيها. مشيراً إلى أن من أراد أن ينصر الإمام الحسين (عليه السلام) فعليه أن ينصر أهل غزة ويقف معهم في محنتهم، فالقضية الفلسطينية هي امتداد للصراع بين الحق والباطل، وهو نفس الصراع الذي قاده الإمام الحسين (ع) في كربلاء.
التحذير من تهديدات العدو والاستعداد لردها:
واختتم سماحته خطبته مشيراً إلى عدم التخوف من تهديدات العدو والعمل على ردها بما يمكن أو نستطيع، مقتبساً قول الله تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ). ودعا المسلمين إلى تعزيز قوتهم والإعداد لمواجهة أي خطر يهدد الأمة الإسلامية.
وأكد سماحته أن التهديدات الصهيونية تجاه الأمة لا تشكل عائقاً امام حركة المجاهدين، مشيراً إلى اعتراف الصهاينة بجرائمهم في غزة، ومشدداً على أن رد المقاومة سيكون بالمثل كما أعلن قادة المقاومة، حيث يمكن لصواريخها تدمير مركز قوة الصـ،ـهـ،ـاينة في نصف ساعة.
وأضاف أن التعامل مع هذه التهديدات يجب أن يكون بحكمة دون خوف، مشيراً إلى الانتهاكات الصارخة التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد المدنيين في غزة، مما يتنافى مع القوانين الدولية.