الرئيسية / خطب الجمعة /

  • المرجع الخالصي: المجاهدون في غزة ولبنان يكتبون بدمائهم فصلاً جديداً ومجيداً من تاريخ الامة الواحدة والإنسانية الناهضة

  • المرجع الخالصي: المجاهدون في غزة ولبنان يكتبون بدمائهم فصلاً جديداً ومجيداً من تاريخ الامة الواحدة والإنسانية الناهضة
    2024/11/15

    المرجع الخالصي: المجاهدون في غزة ولبنان يكتبون بدمائهم فصلاً جديداً ومجيداً من تاريخ الامة الواحدة والإنسانية الناهضة

     

    الخطبة الأولى: حول ذكرى استشهاد السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)

    ألقى المرجع الديني الشيخ جواد الخالصي (دام ظله) خطبة الجمعة في مدينة الكاظمية المقدسة، بتاريخ 13 جمادى الأولى 1446هـ الموافق 15 تشرين الثاني 2024م، تناول فيها سيرة النبي محمد (ص) وأهل بيته الطاهرين، مؤكداً على أهمية إحياء ذكرى استشهاد سيدة نساء العالمين، السيدة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها).

    حزن فاطمة الزهراء (ع) لفراق أبيها وجفاء الناس لها ولبعلها أمير المؤمنين (ع).

    أشار سماحته إلى الحزن الكبير الذي اعتصر قلب السيدة فاطمة الزهراء (ع) بعد رحيل أبيها النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم)، وكيف أنها علمت بنبأ وفاته مسبقاً من النبي نفسه، فبكت بكاءً شديداً. وقد أسرّ إليها (ص) بأنها ستكون أول أهل بيته لحوقاً به، فتبسمت حينها بانتظار لقائه في الآخرة.

    تفاقم الحزن بعد وفاة النبي (ص)

    وتابع قائلاً: بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ازداد حزن الزهراء (عليها السلام) نتيجة انشغال الكثيرين بأمور السلطة وتعيين الامراء وتجاهلهم وصايا النبي. بعد خطبتها المجلجلة الشهيرة في مسجد أبيها التي دعت فيها للتذكر والنصح، اعتزلت الحياة العامة، حتى اقتربت وفاتها، فأوصت بأن تُدفن ليلاً وبسرية، وألا يحضر جنازتها إلا أمير المؤمنين (عليه السلام) والحسنان (عليهما السلام) وعدد قليل من المخلصين.

    وداع الإمام علي (ع) للزهراء (ع) وحديثه مع النبي (ص)

    وأضاف: وقف امام الهدى الإمام علي (عليه السلام) على قبر الزهراء (عليها السلام) ناعياً ونادباً وواعضاً وبحزن عميق، مستذكراً المشهد المأساوي الجلل الذي حلّ بالأمة بعد وفاة النبي. لافتاً إلى ان حتى ان بعض الناس لم يصدقوا ان نبيهم الهادي قد فارقهم وفارق الدنيا الى جوار ربه الرؤوف الرحيم.  وخاطب أمير المؤمنين (عليه السلام) النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو يودع حبيبة النبي وحبيبته كل ذلك المشهد بقوله: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ عَنِّي، وَعَنِ ابْنَتِكَ النَّازِلَةِ فِي جِوَارِكَ، وَالسَّرِيعَةِ اللَّحَاقِ بِكَ! قَلَّ يَا رَسُولَ اللهِ عَنْ صَفِيَّتِكَ صَبرِي، وَرَقَّ عَنْهَا تَجَلُّدِي، إِلَّا أَنَّ لِي فِي التَّأَسِّي بِعَظِيمِ فُرْقَتِكَ، وَفَادِحِ مُصِيبَتِكَ، مَوْضِعَ تَعَزٍّ، فَلَقَدْ وَسَّدْتُكَ فِي مَلْحُودَةِ قَبرِكَ، وَفَاضَتْ بَيْنَ نَحْرِي وَصَدْرِي نَفْسُكَ.

    إنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، فَلَقَدِ اسْتُرْجِعَتِ الْوَدِيعَةُ، وَأُخِذَتِ الرَّهِينَةُ! أَمَّا حُزْنِي فَسَرْمَدٌ، وَأَمَّا لَيْلِي فَمُسَهَّدٌ، إِلَى أَنْ يَخْتَارَ اللهُ لِي دَارَكَ الَّتِي أَنْتَ بِهَا مُقِيمٌ. وَسَتُنَبِّئُكَ ابْنَتُكَ [بِتَظَافُرِ أُمَّتِكَ عَلَى هَضْمِهَا]، فَأَحْفِهَا السُّؤَالَ، وَاسْتَخْبِرْهَا الْـحَالَ، هـذَا وَلَمْ يَطُلِ الْعَهْدُ، وَلَمْ يَخْلُ مِنْكَ الذِّكْرُ.

    وَالْسَّلَامُ عَلَيْكُمَا سَلاَمَ مُوَدِّعٍ، لا قَالٍ وَلا سَئِمٍ، فَإنْ أَنْصَرِفْ فَلاَ عَنْ مَلَالَةٍ، وَإِنْ أُقِمْ فَلَا عَنْ سُوءِ ظَنٍّ بِمَا وَعَدَ اللهُ الصَّابِرِينَ.

    تأكيد على احترام مقام السيدة فاطمة الزهراء ودورها

    وأكد على ان على أن الأمة بأسرها تقف بكل احترام وإجلال تجاه أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وعلى رأسهم السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)، باستثناء بعض الفئات المندسة من النواصب والعملاء الذين يكملون مخططات التفرقة الذي يتبناه الغلاة العملاء المارقون خدمة لأسياد الطرفين ومشغليهم الحاقدين.

    كما وأشار سماحته الى ان الامة تحترم مقام السيدة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) وتقدّر دورها الريادي في الأمة الإسلامية، مؤكدًا أن هذا الأمر غير قابل للنقاش. فقد كانت السيدة فاطمة رمزاً للحق، وكرست حياتها من أجل الله، وهي سيدة نساء العالمين وأم أبيها وأم الأمة الإسلامية. لذا، يجب أن تبقى ذكراها موحدة للصفوف، بعيداً عن استغلالها لإثارة الصراعات داخل الأمة.

    وتساءل المرجع الخالصي قائلاً: "ما هو الدور الذي يجب أن تؤديه الأمة في تكريم هذا المقام العظيم؟ وكيف نربي أبناءنا وبناتنا على سيرة هذه المرأة الجليلة التي اختارها الله لتكون نموذجاً للأجيال وهادية للبشرية؟"

    الخطبة الثانية: فاطمة الزهراء رمز التضحية والوحدة

    في الخطبة الثانية، استحضر سماحته صورة السيدة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) الأم الحنون، التي كانت دائماً أول من يعتني بالمسلمين في كل مكان. وقال: "لو كانت السيدة فاطمة في مقامها اليوم، لما ترددت لحظة في توجيه اهتمامها إلى أطفال غزة ونساءها وأهل لبنان وجنوبه الصامد، لتواسيهم في محنتهم."

    وأشار سماحته إلى أن السيدة فاطمة (سلام الله عليها) كانت تتألم على كل شهيد سقط في سبيل الله. وأضاف أن السيدة فاطمة كانت تنوح على الحسين (عليه السلام) كما تنوح اليوم على القائد الشهيد السيد حسن نصر الله وكل الشهداء الذين سقطوا في سبيل الله في لبنان وفلسطين.

    المجاهدون في غزة ولبنان يكتبون فصلًا جديدًا من الوحدة الإسلامية

    وفي ختام خطبته، أكد المرجع الخالصي أن المجاهدين في غزة ولبنان يكتبون بدمائهم فصلاً جديداً ومجيداً من تاريخ الامة الواحدة والإنسانية الناهضة، التي طالما سعى إليها النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته الطاهرين. وشدد على أن دماء هؤلاء الشهداء تمثل الحقيقة التي لا يمكن إنكارها: "أن الوحدة الإسلامية هي الأساس الذي يبني الأمة ويصونها من التفكك."

    وأضاف أن ما يعبر عنه المجاهدون اليوم في ساحات الجهاد هو نفس ما أكدت عليه السيدة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) وأمير المؤمنين (عليه السلام) من ضرورة وحدة الكلمة وتماسك الأمة الإسلامية في مواجهة كل التحديات.

    01

    02

    03

    04

    05