المرجع الخالصي: النهضة الإسلامية تحتاج إلى وحدة الأمة وتطبيق العدالة، مبيناً أن الإعلام نصف الحرب وأداة أساسية في الصراع
القى المرجع الديني الشيخ جواد الخالصي (دام ظله) خطبة الجمعة في مدينة الكاظمية المقدسة، بتاريخ 8 ربيع الثاني 1446هـ الموافق لـ 11 تشرين الأول 2024م، أشار فيها إلى أهمية الرسالة الإسلامية في نهضة الأمة كما بين دور الأعلام واثره في الصراع الحالي.
الخطبة الأولى: دور الرسالة في تحرير الأمة
في خطبته الأولى، ركّز المرجع الديني الشيخ جواد الخالصي على أهمية الرسالة الإسلامية في تحرير الشعوب والنهوض بالأمة الإسلامية. أكد على أن الأمة الإسلامية يجب أن تستعيد دورها التاريخي الذي قامت عليه نهضتها الأولى تحت ظل الرسالة المحمدية وبعثة النبي محمد (صلى الله عليه وآله). وأشار إلى ضرورة دراسة هذه النهضة التاريخية بشكل صحيح، مع التركيز على معالجة الارتباكات والهفوات التي قد تكون وقعت في الماضي لتجنب تكرارها في النهضة الإسلامية المعاصرة.
وأوضح الشيخ الخالصي أن أساس النهضة هو الالتزام بالنقاط التالية:
أولاً: التمسك بالرسالة: إذ لا نهضة بدون أسس الإسلام والرسالة المقدسة.
ثانياً: الأمة الواحدة: النهضة تحتاج إلى وحدة الأمة وعملية موحدة لنهضتها.
ثالثاً: العمل بالمشتركات: التركيز على المشتركات العامة وترك القضايا الاجتهادية والخلافية لأهل العلم مع احترام كل آراء الفقهاء، والاهم هو عدم النقاش او الخوض في الصراعات الفرعية.
رابعاً: الحكم الإسلامي والمشاركة الشعبية: يجب ان يكون هنالك حكم إسلامي يتسم بالمشاركة الشعبية، وهو ما يعبر عنه البعض في هذا الزمان بالديمقراطية. واوضح أن مصطلح "الديمقراطية" قد يفهم خطأً، لأن له دلالات قد تُفهم على أنها حكم بغير ما أنزل الله. مؤكداً أن المطلوب هو مشاركة الشعب في إدارة الدولة من خلال تطبيق الأحكام الشرعية الصحيحة وتحسين طرق الأداء في إدارة الدولة دون المساس بالثوابت الكبرى التي تقوم عليها الشريعة الإسلامية.
خامساً: تحقيق العدالة: الهدف من النظام الإسلامي هو تطبيق العدالة الشرعية، بحيث يتساوى الجميع أمام القانون وأمام شرع الله. وشدد على أن العدالة تعني أن لا يستأثر أحد بالثروات، او بالقوة، أو المناصب على حساب الآخرين، وأن يكون الجميع متساوين كـ "أسنان المشط" أمام القضاء، مع رفض الاستعلاء أو التمييز بين الناس.
سادساً: بناء الحضارة الحديثة: التركيز على العمل لتأسيس مقومات الحياة الحديثة، وتطوير جميع وسائل القوة التي تحتاجها الأمة لتحقيق نهضتها.
الخطبة الثانية: الإعلام وأثره في الصراع
في خطبته الثانية، شدد الشيخ الخالصي على أهمية الإعلام في هذا العصر، باعتباره قضية جوهرية ورئيسية في الصراع الحالي. وأشار إلى أن الإعلام يمثل نصف الحرب في هذا الزمان، إن لم يكن أكثر، نظراً لتأثيره الكبير في الجماهير واستخدامه في الحرب النفسية.
وأوضح أن قوى الهيمنة تمتلك إمكانيات إعلامية هائلة، لكن الأمة الإسلامية تمتلك شيئًا أهم وهو الحقيقة. ودور الإعلام الإسلامي يكمن في إيصال الحقيقة وأسلوب الدعوة الصحيحة إلى الله سبحانه وتعالى. كما أكد على ضرورة الالتفاف الشعبي لدعم مراكز الإعلام الجادة التي تدافع عن الأمة ووحدتها في مواجهة قوى الهيمنة.
وأشار الشيخ الخالصي بشكل خاص إلى الإعلام الخاص بمدرسة الإمام الخالصي في مدينة الكاظمية المقدسة، قائلاً: "نحن نملك مركزاً إعلامياً لطالما حورب وحوصر وأُغلق مرات ومرات، ولكننا نأمل الآن أن يكون متاحاً ومفتوحاً أمام الجميع". ودعا الجميع للمشاركة في دعم هذا المركز وتأييده ونشره. وأوضح أنه سيتم نشر خطة المشاركة والنشر على المواقع المعروفة، لتصل إلى أكبر عدد من الناس. قائلاً:" الله يتولانا بلطفه ولله الأمر من قبل ومن بعد"، مؤكداً على أهمية المشاركة الفعالة من جميع أبناء الأمة لمواجهة التحديات الإعلامية.
كما أشار إلى خطورة الإعلام الذي يزيف الحقائق ويدعو إلى الانحراف والفساد والتحلل الأخلاقي. وشدد على أن مواجهة هذا النوع من الإعلام لا تكون إلا من خلال المشاركة الفعلية والجادة من جميع أبناء الأمة. وأكد على ضرورة المتابعة الدقيقة لكل ما يُبث من وسائل الإعلام، لتحصين الأمة ضد الاختراقات الإعلامية التي تهدف إلى تشويه القيم وتفكيك المجتمع.
وختم بالقول: "الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين"، داعيًا إلى التكاتف والتفاعل الإعلامي لحماية وحدة الأمة ومبادئها.