المرجع الخالصي يؤكد أن المعركة الأساسية بين المعسكر الصهيوني وداعميه وعملائه وبين الأمة الإسلامية الموحدة داعياً لتوحيد الصفوف في مواجهة العدو الحقيقي
دعا المرجع الديني الشيخ جواد الخالصي (دام ظله) خلال خطبتي صلاة الجمعة في الكاظمية المقدسة بتاريخ 29 ربيع الآخر 1446هـ، إلى توحيد الصفوف في مواجهة العدو الحقيقي، واستيعاب الخلافات المذهبية التي تخدم الأعداء. وأكد أن المعركة الأساسية هي بين معسكر الصهيونية وجنودها وهو معسكر الدجال وبين معسكر الرحمن وجند الحق والأمة الإسلامية الموحَّدة، متسائلاً عن مدى تحقيق الأحداث الراهنة لحديث "العجب كل العجب ما بين جمادى ورجب".
الخطبة الأولى: إحياء الذكريات والمناسبات التاريخية
افتتح الشيخ الخالصي خطبته بالتأكيد على أهمية استذكار المناسبات التاريخية الإسلامية وربطها بواقع الأمة، خاصةً تلك المرتبطة بسيرة النبي محمد (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته (عليهم السلام). ولفت في حديثه إلى الروايات التي تتحدث عن "العجب كل العجب بين جمادى ورجب"، متسائلاً إن كانت هذه الأحداث المنتظرة هي ما يحدث في أيامنا هذه، داعياً الله أن يعجل الفرج لأمة الإسلام.
مواجهة التحديات وتحديد العدو
وأكد سماحته (دام ظله) على أهمية تمييز العدو الحقيقي ومواجهة التحديات المتزايدة التي تواجه الأمة، داعياً إلى توحيد الجهود للتصدي لهذه التحديات، خصوصاً في هذه الفترة. وأشار إلى أن الأصوات المضللة والمدسوسة التي تعود للظهور مجدداً تهدف إلى التشويش على نتائج المعركة، خاصة بعد الانتصارات في جنوب لبنان وصمود غزة الأسطوري.
من هي الدول التي دعمت المقاومة؟
في حديثه عن الدول الداعمة للمقاومة، أكد أن المقاومين أجابوا مراراً عن هذا السؤال بأن إيران هي الدولة الوحيدة التي استجابت لدعواتهم، متحملةً أعباء الحصار والعقوبات. وأشار إلى أن هذا الدعم التاريخي لا يمكن إنكاره، حتى وإن كانت هناك ملاحظات على بعض سياساتها، سواء من الخارج أو من الداخل الإيراني. وأضاف أن المقاومين أنفسهم يشهدون بدور إيران التاريخي، مندداً بمحاولات التشكيك في هذا الدور، مؤكداً أن من يشكك فيه إما أنه يتأثر بالأجواء السلبية التي يعيشها، أو يتبع أجندات موجهة من جهات معادية، مشدداً على أن مثل هذا التشكيك لا يمكن القبول به.
التشكيك في الشهداء ووحدة الصف المقاوم
وتطرق سماحته إلى مسألة التشكيك في جهاد المجاهدين، حيث أشار إلى وجود بعض الأشخاص من ادعياء التشيع يشككون في وصف عنوان الشهداء للضحايا الذين يرتقون في غزة بسبب كونهم من السنة، كما يشككون في شهداء حزب الله لعدم شتمهم الصحابة أو ما شابه، واصفاً هذا السلوك الرخيص بأنه يباع على "قارعة طرق السفاهة والنذالة".
وأضاف سماحته أن هناك من يدّعي السلفية أيضاً ويهاجم شهداء الشيعة، متسائلاً عن صحة شهاداتهم، ويمتد تشكيكهم إلى شهداء السنة الذين يتعاونون مع الشيعة بحجة أنهم فقدوا شرعية شهادتهم. وأكد أن هذه الأصوات المتعددة، رغم اختلاف مواقعها، تتجه جميعها في النهاية نحو هدف واحد وهو مواجهة المجاهدين وضرب صف المقاومة. وشدد على ضرورة توحيد الصفوف ونبذ هذه التشكيكات التي لا تخدم إلا أعداء الأمة، داعياً الجميع إلى الإخلاص والوعي في مواجهة هذه التحديات المشتركة.
وحدة الأمة في مواجهة الصهيونية
وخلص سماحته إلى تحديد معسكرين واضحين: أحدهما مع الصهيونية، والآخر مع الأمة الإسلامية الموحّدة الصادقة ضد الصهيونية والماسونية وأمريكا ودورها الشيطاني في المنطقة. ودعا إلى الثبات في معسكر الامة في مواجهة القوى المعادية وعدم الالتفات إلى من يصر على العمى والغواية.
الخطبة الثانية: دور العراق في دعم المجاهدين
تحدث سماحته عن الدور العراقي الرسمي والشعبي في دعم المجاهدين، معتبراً أنه دور جيد ومؤيد للبنان وفلسطين، داعياً إلى تعزيزه وتواصله. كما شدد على أن العراق يمكنه فعل المزيد في هذا السياق، ودعا الشعب العراقي لدعم الخطوات الإيجابية وتشجيع المسؤولين في اتخاذ مواقف وطنية داعمة للمقاومة، مشيراً إلى أهمية التفرقة بين المواقف المعلنة وبعض التحركات التي قد يعتبرها البعض ضرورية للاستقرار، والتي تحتاج إلى متابعة دقيقة لأناه تستخدم تحت ذريعة ضرورات الانظمة.
الحذر من التحركات السرية والتناقضات مع المصلحة العامة
وحذر سماحته من بعض التحركات السرية التي قد تؤثر على هذا الدور، معرباً عن مخاوفه من تحركات قد يعتبرها المسؤولون ضرورية لاستمرار استقرار النظام ودوره الإيجابي، رغم تعارضها أحياناً مع مصلحة الشعب والأمة. وأوضح أن هذه المسائل تتطلب دراسة دقيقة، مؤكداً أن الدور المعلن للجهات صحيح، لكن الظروف قد تفرض عليها بعض الإجراءات الخفية كما يدعى.
شكر الله على نعمة الأمطار
اختتم الشيخ الخالصي خطبتي الجمعة بحمد الله والثناء على نعمة الأمطار التي نزلت مؤخراً، معتبراً ذلك بشائر خير وبركات دائمة من الله تعالى، متمنياً دوام فضله على الأمة الإسلامية.