في جمعة الغضب.. المرجع الخالصي يؤكد: الأمة أمام إحدى الحسنيين.. النصر أو الشهادة في سبيل الله
المرجع الخالصي: المعركة ليست للفلسطينيين واللبنانيين وحدهم، إنها معركة الأمة والإنسانية
ألقى المرجع الديني الشيخ جواد الخالصي (دام ظله) خطبتي صلاة الجمعة في مدينة الكاظمية المقدسة، بتاريخ 22 ربيع الآخر 1446هـ الموافق لـ 25 تشرين الأول 2024م، حيث اعتبر أن هذه الجمعة هي "جمعة الغضب" ضد المحتلين وجرائمهم، مشيراً إلى أن الشهادة تمثل أعلى مراتب الإيمان وهي مفتاح النصر والاستمرار.
الإيمان العقائدي
في خطبته الأولى، ركز المرجع الديني الشيخ جواد الخالصي (دام ظله) على الإيمان العقائدي الذي يعيشه المسلم دائماً، بدءاً من الشهادتين؛ شهادة التوحيد والرسالة، ومروراً ببقية عقائد الحق. واعتبر أن هذه العقائد تعطينا صورة شاملة لمسيرة الحياة، حيث يكون الإيمان والجهاد هما الأساس حتى النهاية، مؤكداً أن ختم الحياة بالشهادة يمثل أعلى مراتب الإيمان.
كما شدد سماحته على أن الإيمان العقائدي هو الاصل الذي تعتمد عليه شريعة الله تعالى ويتبناه اتباعها المؤمنون، ويتبناه المؤمنون من أتباعها. ووصف هذا الإيمان بأنه إيمان فطري وعقلاني يقبله العقل وتنسجم معه الفطرة الإنسانية، مما يؤدي إلى ثبات المؤمنين في مسيرة الإيمان بإرادة الله ونصره، إن شاء الله تعالى.
الأحداث الراهنة ومعارك الأمة
في الخطبة الثانية، تناول المرجع الديني الشيخ جواد الخالصي (دام ظله) الأوضاع الراهنة التي يعيشها المسلمون، وخاصة المعارك الدائرة في غزة وجنوب لبنان، وما يصاحبها من قصف متبادل. وأكد على ضرورة أن تشارك الأمة في دعم هذه المعارك بكل ما تستطيع من إمكانيات.
وقدم سماحته (دام ظله) تعازيه في الشهداء العظام، وخاصة الشهيد السيد هاشم صفي الدين، والشهيد يحيى السنوار، بعد استشهاد السيد حسن نصر الله (رحمه الله) وإسماعيل هنية (رحمه الله)، وأكد أن دماء الشهداء هي الضمانة الأسمى لتحقيق النصر والاستمرار، وأن المنتصر الأكبر في هذه المواجهة هو الشهيد الذي يقدم روحه فداءً لقضيته.
كما استشهد بكلمات سيد شهداء طريق القدس، السيد حسن نصر الله، التي تؤكد أن "لا خسارة في المواجهة. عندما ننتصر ننتصر، وعندما نُستشهد ننتصر"، في إشارة إلى المعنى العميق للآية الكريمة: (قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ) فالمسلمون أمام إحدى الحسنيين: إما النصر في الدنيا والعيش تحت راية الإسلام، أو الشهادة في سبيل الله، وهي أعظم الحسنيين.
وأضاف أن ما يختاره الله للمؤمنين هو عزة ونصر دائم للمجاهدين، وضمانة لنصرة الأمة، بإذن الله.
توصيات وتوجيهات
اختتم سماحة الشيخ خطبته بتقديم بعض التوصيات المهمة، والتي أكد على ضرورة تنفيذها، ومنها:
1- المشاركة الفاعلة في المواجهة: شدد على أهمية المشاركة في كل مقاطع المواجهة، والاهتمام بالقادمين من مناطق القتال في لبنان أو فلسطين أو أي مكان آخر.
2- الانفتاح على الأمة وتوحيد الصفوف: دعا إلى الانفتاح على الأمة وتشكيل محور جامع بين جميع المسلمين، مؤكداً أن هذه المعركة ليست معركة الفلسطينيين أو اللبنانيين وحدهم، بل هي معركة الأمة جمعاء، بل وحتى معركة الإنسانية.
3- النصر المحتّم: أكد سماحته أن المعركة ستستمر حتى تحقيق النصر المحتّم، الذي سيخلص الأمة من تسلط الشياطين وأذنابهم، مثل نتنياهو وعصابته المجرمة.