مدرسة الإمام الخالصي تحتضن ندوة عن الأصول العربية في اليمن: الحوثيون أنموذجاً
بغداد - الكاظمية، الأحد:
أقامت مدرسة الإمام الخالصي، بالتعاون مع المركز الثقافي لكلية مدينة العلم الجامعة، ندوة بعنوان "الأصول العربية في اليمن: الحوثيون أنموذجاً"، قدمها الدكتور خزعل الموسوي، بتاريخ الاحد 10 تشرين الثاني 2024م.
هدفت الندوة إلى دراسة وتحليل جذور وتطور حركة "أنصار الله" المعروفة بالحوثيين، مستعرضةً تاريخ الحركة وخلفياتها الفكرية والسياسية.
استعراض تاريخي وجذور الحركة
استهل الدكتور خزعل الموسوي محاضرته بكلمة ترحيبية للقائمين على هذا النشاط، مؤكداً أهمية البحث في الجذور التاريخية لحركة "أنصار الله".
وأوضح أن الحركة تنحدر من المذهب الزيدي، الذي يعود إلى زيد بن علي السجاد (عليه السلام)، أحد الشخصيات البارزة في مقاومة الظلم الأموي.
كما أشار إلى تأثر فكر زيد بن علي بشخصيات علمية بارزة مثل واصل بن عطاء وأبو حنيفة، حيث أيد الأخير ثورة زيد فكرياً.
وشرح الموسوي دور زيد بن علي كشخصية ثورية، مبيّناً أن فكره تأثر بمقابلاته مع علماء مثل واصل بن عطاء وأبو حنيفة، الذي أيّد الثورة فكرياً.
الزيدية كحركة سياسية
أوضح الموسوي أن الزيدية بدأت كحركة سياسية تهدف لمواجهة الاستبداد الأموي، ولم تكن مجرد تيار مذهبي بحت. وأشار إلى الانقسام الداخلي للزيدية إلى عدة فرق، كان من بينها "الجارودية"، التي تعتبر الأساس الفكري لحركة الحوثيين المعاصرة.
نشأة "أنصار الله" وتطورها
تناول الدكتور الموسوي تأسيس حسين الحوثي لحركة "أنصار الله" في التسعينيات من خلال "منتدى الشباب المؤمن"، وكيف استلهم الحوثي أفكاره من الثورة الإيرانية وحزب الله اللبناني. وبيّن أن هذه التأثيرات شكلت دافعاً للحركة لمعارضة النظام اليمني بقيادة الرئيس علي عبد الله صالح.
شعار "الموت لأمريكا" وتأثيره
ركز الموسوي على تبني الحوثيين لشعار "الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل" بعد أحداث 11 سبتمبر، مشيرًا إلى أثر هذا الشعار في تأجيج المواجهات مع النظام اليمني. وأوضح أن الصراعات المتكررة بين الحوثيين والنظام انتهت بمقتل حسين الحوثي، مما أسفر عن صعود عبد الملك الحوثي إلى قيادة الحركة.
الحروب المستمرة وصعود الحوثيين
تناول الموسوي الحروب المتقطعة بين الحوثيين والنظام اليمني في صعدة من 2004 إلى 2010، والتي أظهرت صمود الحركة على الرغم من القمع. وأشار إلى استفادة الحوثيين من الاضطرابات التي أعقبت الربيع العربي في اليمن، حيث تحالفوا مع الرئيس السابق علي عبد الله صالح وتمكنوا من السيطرة على العاصمة صنعاء.
التأثير الإيراني ومستقبل الحركة
اختتم الموسوي المحاضرة بالحديث عن تأثير الثورة الإيرانية على فكر الحركة، مشددًا على قوة الحوثيين وصمودهم أمام التحالف العسكري بقيادة السعودية. وأضاف أن هذا الصمود يعزز مكانة "أنصار الله" كقوة سياسية وعسكرية رئيسية، مما يؤكد على تأثيرهم المحتمل في مستقبل اليمن، كما ظهر هذا جلياً في المعركة المعاصرة حيث تمكنوا من احداث توازن في المواجهة بقطع الخطوط البحرية بالنسبة الى فلسطين وتوجيه الصواريخ الى داخل الأراضي المحتلة.