بدعوة من مجلس حكماء المسلمين، شارك المرجع الديني الشيخ جواد الخالصي (دام ظله( في ندوة عقدت ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض بغداد الدولي للكتاب، تحت عنوان: "متابعات وأفكار حول واقع ومستقبل الحوار بين أبناء الأمة".
أدار الندوة الدكتور سمير بودينار، مدير مركز الحكماء لبحوث السلام، مع سماحة المرجع الديني الشيخ جواد الخالصي (دام ظله). تناولت الندوة أهمية الحوار الإسلامي-الإسلامي في بناء الثقة بين مكونات الأمة الإسلامية، وناقشت المتطلبات اللازمة لوضع أسس صحيحة لهذا الحوار. كما تم التركيز على ضرورة الاحترام المتبادل والفهم العميق للمشتركات بين مختلف المدارس الفكرية والمذاهب الإسلامية، بما يساهم في مواجهة التحديات الكبرى التي تهدد مستقبل الأمة.
في تقديمه للندوة، أشار الدكتور سمير بودينار إلى أن الحوار الإسلامي-الإسلامي هو فريضة غائبة وضرورة ملحة للمسلمين في الوقت الحاضر، مشددًا على أهمية الحوار في مواجهة التحديات غير المسبوقة التي تواجه الأمة. كما أكد أن مجلس حكماء المسلمين، من خلال فعالياته في معرض بغداد الدولي للكتاب، يسعى لوضع إطار واضح للحوار الإسلامي-الإسلامي، استجابة للدعوة التي أطلقها أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، قبل عام ونصف، لعقد حوار بين مكونات الأمة المختلفة.
أوضح الدكتور بودينار أنه لا توجد شكوك حول شرعية وأهمية الحوار الإسلامي-الإسلامي في معالجة التحديات، مؤكداً ضرورة وضع إطار واضح لهذا الحوار. وأضاف أن الحوار شهد تراكمات إيجابية على مدى العقود الماضية، لكنه بحاجة إلى مراجعة وتطوير للاستفادة من الخبرات السابقة وضمان تحقيق الأهداف المرجوة.
من جانبه، أكد سماحة الشيخ جواد الخالصي على ضرورة الانتقال من المرحلة النظرية إلى التطبيق العملي للحوار الإسلامي-الإسلامي، مشيراً إلى أن الأمة الإسلامية تمر بمرحلة ذهبية للحوار بين مكونات الأمة، بفضل وعيها العميق برسالتها، وتمسكها بالأمانة التي أكرمها الله بحملها. وأضاف أن الأمة سعت، على مر التاريخ الإسلامي، إلى إيجاد آليات تضمن وحدتها وتماسكها، وأكد أن دعوة شيخ الأزهر لتعزيز الحوار الإسلامي-الإسلامي جاءت في مرحلة مهمة من تاريخ الأمة، تتطلب توحيد الجهود المشتركة لتعزيز التفاهم والاحترام المتبادل.
وأضاف سماحته أن الحوار بين مختلف المدارس الفكرية الإسلامية لم ينقطع أبداً، بل ظل قائماً عبر التاريخ في وجدان الأمة، من خلال نماذج مشرقة واجتهادات العلماء والمصلحين من مختلف المدارس الفكرية التي أثرت الأمة بنتاجها الفكري. واعتبر أن الحوار بين قادة الفكر والعلم في الأمة الإسلامية يبقى هو السبيل الأمثل للحفاظ على وحدة الأمة واستقرارها، مشددًا على أنه ليس خياراً بل ضرورة ملحة لضمان استمرار الأمة ونهضتها، والحصن الحقيقي الذي يقيها من أعدائها.