اسرائيل بين السلام الموهوم والكيان المهزوم
بقلم: الشيخ علي عبد العزيز الجبوري
طالما تحدث اعلام العدو عن معادلة القوة مقابل أمن المنطقة، هذه القوة أراد منها الكيان الإسرائيلي ان نكون منطلقاً لحفلات التطبيع الخيانية مع بعض دويلات الخليج ومن هرول معها من دويلات العرب الأخرى، وما هي الا فترة وجيزة حتى تكشفت الأوراق وبان زيف هذا الادعاء، وأثبتت الأيام السبع من معركة سيف القدس ان هذه القوة وهمٌ لا وجود له، وان قبتهم الحديدية لم تصنع شيئاً، وان اعلامهم الموجه لم يقدم شيئاً لتحسين صورة الوضع المأساوي الذي يعيشه هذا الكيان.
لقد اعطتنا بعض المعطيات الميدانية ومنذ حرب تموز النصر الكبير الذي صنعه حزب الله -وهو يحطم اسطورة القوة الإسرائيلية التي لا تقهر وتدميره للميركافة وغيرها من آلات الحرب الصهيونية المتطورة- إشارة مهمة؛ وهي أن بداية النهاية للغطرسة والاستهتار والبلطجة قد بدأت وستتواصل، وجاءت معركة غزة لتدك في نعيش هذا الكيان مسماراً جديداً تمهيداً لنسفه ورميه في البحر، وتتالت الأحداث حتى وصلنا الى معركتنا الأخيرة مع هذا الكيان الغاصب لتعطينا هذه المعركة مؤشراً جديداً على تسارع الانهيار لهذا الكيان، وتوصل صواريخ المقاومة رسالة خطيرة وبعبارات بليغة مفادها؛ أذا كانت غزة المحاصرة والمطوقة من كل جانب والمكبلة بكل القيود الصهيونية والعربية والداخلية قد رسمت صواريخها لوحة النصر وارعبت هذا العدو وأثبتت أنه أوهن من بيت العنكبوت، فكيف بصواريخ المقاومة التي يمتلكها حزب الله وهو أقل حصاراً وأكثر تقنية وسعة في ساحات العمل والتجهيز والتسليح لو اتسعت رقعة المعركة وتعددت اطراف المعركة.
وهنا يبرز الجانب المهم في معادلة الصراع في المنطقة بين معسكر الامة ومقاومتها ومحورها وبين معسكر الاستكبار العالمي ومن يسير في ركابه ويأتمر بأوامره من الخانعين والمطبعين، وهو إذا كانت فصائل المقاومة سواء في فلسطين أو في لبنان أو في العراق واليمن ترعب اعداءها بإطلاق أنواع من الصواريخ قد زودت بها من قبل الجمهورية الإسلامية، وتغير بوصلة هذا الصراع وحتمية نتيجة المعركة، فكيف بمن يمتلك هذه الصواريخ وما هو اكثر منها تطوراً وتقنية وسعة من تلك، ومن قراره بيده وهو يحدد ساعة الصفر وجهة الأهداف ونوعها وحدودها، فهل سيبقى هذا الكيان، وما هي فرص بقائه لو اشتعلت نيران الحرب في المنطقة وتوجهت رشقات الصواريخ وغيرها من كل مكان وفي زمن واحد متفق عليه بين اطراف محور المقاومة، وهي رسالة موجهة أيضاً الى الدويلات المطبعة والخانعة والخاضعة للإرادة الامريكية الصهيونية، مفادها تطبيعكم لن يعطي مشروعية لهذا الكيان الغاصب ولا يعطيه الحق في تقرير مصير الشعب الفلسطيني صاحب الأرض والمحافظ والمدافع عن المقدسات.
فهل سيبقى هذا الكيان على ما هو عليه أن ان نهايته أبحت حتمية وعلى من جاء الى هذا الكيان من الصهاينة والحالمين بالعيش في أرضنا أن يفكروا بجدية وبسرعة في المغادرة والعودة من حيث جاءوا قبل ان تقع الكارثة عليهم.