الرئيسية / المقالات / مقالات مختارة

  • الاسترابادي بازار وفندق لزوار الكاظمية المقدسة – صلاح عبد الرزاق

  • الاسترابادي بازار وفندق لزوار الكاظمية المقدسة – صلاح عبد الرزاق
    2024/07/20

    نشرت جريدة الزمان بعددها المرقم(7938) بتاريخ السبت 20 تموز 2024م، مقالاً للأستاذ صلاح عبدالرزاق حول سوق الاستربادي ومدينة الكاظمية وتراثها العريق، وقد تطرق المقال إلى مدرسة الامام الخالصي في الكاظمية المقدسة.

    رابط الخبر على موقع جريدة الزمان

    ومما جاء فيه ما يلي:

     khalesi-school

    مدرسة الشيخ الخالصي

    في عام 1911 تأسست مدرسة الخالصي ( مدينة العلم) مع إنشاء سوق الاسترابادي ، وكان الشيخ محمد مهدي الخالصي الكبير من كبار علماء الكاظمية. وكان الشيخ محمد الخالصي الابن في الخمسينيات ، يخرج كل يوم قبل الظهر من مدرسته ، ويمشي بموكبه مخترقاً سوق الاسترابادي متوجهاً إلى جامع الجوادين (جامع الصفويين سابقاً) المجاور للحضرة الكاظمية المقدسة لأداء الصلاة جماعة. وكان الناس والمارة يستقبلون الموكب بالتكبيرات طوال مروره بالسوق.

    ولد الشيخ محمد الخالصي عام 1888 م في مدينة الكاظمية المقدسة في أسرة تنتمي إلى مدينة الخالص وهي إحدى مدن محافظة ديالى المجاورة لبغداد. وكان جدهم الأعلى الشيخ عبد العزيز (توفى 1286 هـ / 1869 م) قد هاجر إلى الكاظمية واستقر فيها واتخذها مقراً لمواصلة دراسته في العلوم الدينية. وكان يجمع بين المشيختين العشائرية (ينتمي لبني أسد) والدينية. واشتهرت الأسرة بالعلم والجهاد والتأليف. وشارك الشيخ الخالصي الكبير في حركة الجهاد ضد القوات البريطانية عام 1914 بمعية والده وبقية العلماء. كما شارك في ثورة العشرين بزعامة المرجع الشيخ محمد تقي الشيرازي. وبسبب اختلافه مع الملك فيصل تم نفي الخالصي الكبير مع ولده محمد إلى ايران عام 1923 بسبب مواقفه المناهضة للانكليز ورفضه لمعاهدة 1922 التي وقعها فيصل. وقد قتل الخالصي الكبير في مدينة مشهد بإيران ، وصار ولده الشيخ محمد الخالصي يتعرض للنفي من مدينة إلى أخرى داخل إيران لمنعه من تشكيل قاعدة شعبية له. وغالبآ ما كان النفي يسبقه السجن لمدة من الزمن لكسر شوكته. (6)

    في عام 1949 عاد إلي العراق ، وأعاد افتتاح حوزة والده العلمية في الكاظمية بجوار سوق الاسترابادي. وأعاد تسميتها (جامعة مدينة العلم). توفي الشيخ محمد الخالصي عام 1963.

     

    زيارتي لمدرسة الخالصي

    في صباح يوم 26 حزيران 2024 اثناء جولتي في سوق الاسترابادي ، قادتني رجلاي إلى مدرسة الخالصي التي لا تبعد عن السوق سوى مائة متر. تم استقبالي بحفاوة من قبل المشرفين عليها وقسم الاعلام حيث تجولتُ فيها ، وحضرتُ جلسة لتعليم القرآن الكريم لمختلف الأعمار ، ثم زرتُ المكتبة الخاصة بالجامعة وهي مكتبة عامرة بالكتب والمراجع والمجلات الدورية. وعندما سألت عن وجود مخطوطات أرشدوني إليها ، فتناولت عدداً منها ، فوجدتها ما زالت تحافظ على ورقها وجلدها وحبرها وخطها.

    وبينما أنا مشغول بمشاهدة المخطوطات دخل علينا سماحة الشيخ جواد الخالصي المشرف على المدرسة وبرفقته عدد من الطلاب من أعمار كبيرة جاؤوا ليدرسوا كتاباً للفيض الكاشاني . والنسخ التي يحملونا مستنسخة من المخطوط الأصلي الذي كتبه الفيض الكاشاني بنفسه.

    بعد التعارف والذكريات الخاصة بتلاقينا مع الشيخ منها مؤتمر الوفاق العراق الذي انعقد في لقاهرة عام 2006 ، ومنها تشييع جناز شقيقة السيد الواعظ ممثل المرجعية في الكاظمية وإلقائي كلمة في ذكرى شهادة عشرات الأطفال والفتيان كانوا يلعبون كرة القدم في أحد الملاعب ببغداد نتيجة تفجير إرهابي نفذه تنظيم القاعدة عام 2007 . وقد نظمنا حفل تأبين في جامع الجوادين (الصفويين سابقاً).

     

    حدثني الشيخ جواد الخالصي عن المدرسة والجامعة فقال:

    تأسست مدرسة الخالصي العلمية عام 1911 ، وأضيف إليها جناح عام 1950، وتم توسيع المبنى عام 2003. وتدرس في هذا المبنى حاليا العلوم الإسلامية واسمها (المدرسة الزهراء). وتم إنشاء (مدينة العلم الجامعية) قرب بوابة بغداد الشمالية وتضم أحد عشر قسماً: القانون، المحاسبة، علوم الحياة، التخدير، التمريض، تقنيات الحاسوب، هندسة تقنيات البناء، التصميم الداخلي (الديكور)، وهندسة تقنيات الأجهزة الطبية.

    وأضاف الخالصي: في عام 1980 قامت السلطات البعثية بمصادرة جميع محتويات المكتبة التي ضمت ثلاثين ألف كتاب، ومنها آلف من المخطوطات النفيسة التي تم جمعها خلال سبعين عاماً ومن بينها مخطوط عن مذكرات الشيخ محمد مهدي الخالصي. وأن الباحث الدكتور جودت القزويني قد قام بفهرستها في كتاب.

    وعندما سألت الشيخ عن مكان الكتاب حالياً أجاب: تم نقلها إلى دار الكتب والوثائق الوطنية، ونحن بصدد استعادتها ونعرفها كتاباً كتاباً لوجود فهرس كامل باسمائها ومؤلفيها.

     

    الهوامش والمصادر:

    6- تراجع المصادر الأتية: 1- محمد قاسم الخالصي (الامام الشيخ محمد الخالصي الفقيه المجاهد)، مؤسسة الخلاص الإسلامية، النجف الشرف:2024، 2- علي عبد العزيز الجبوري (معالم التجديد الفقهي عن الامام الشيخ محمد الخالصي)، مؤسسة الخلاص الإسلامية، النجف الاشرف: 2024، 3- علي عبد العزيز الجبوري وعلي محسن الخزاعي (محطات من حرب الجهاد الكبرى 1914- 1917 )، مؤسسة الخلاص الإسلامية، النجف الاشرف: 2023.