زينب امّ المجاهدين ومعلمة الصابرين المحتسبين
بقلم سماحة المرجع الديني الشيخ جواد الخالصي (دام ظله)
مرت ذكراها ولم نقدر على متابعة عطاءها ودروسها، فهل يكفي ان نقول انها بنت علي وفاطمة واخت الحسن والحسين؟!
وهل يملئنا سكينة ان نقول انها الحفيدة الوحيدة لمنقذ البشرية وقائد الإنسانية محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)؟!
وهل يوجد للنبي حفيدة أخرى، وهل كان للحسنين اخت غيرها، وهل كان لبني هاشم عقيلة عظيمة الا هي؟!
ان كل هذا الأصل العظيم والموقع المميز يشير ويؤدي إلى نقطة واحدة ان تكون هي قائدة المسيرة بعد كربلاء، واستشهاد السبط العظيم أخيها الحسين وأهل بيته، وفيهم ابناها وبقية الاخوة والاعزاء وكل شباب آل محمد ورجالهم من الأكهلين إلى الرضع وبقية الاصحاب شيوخاً وشباباً وفيهم سادات العرب وقراء الكوفة.
هل كان ذلك الأصل العظيم يشير وينتهي إلى نقطة غير كربلاء، وان تكون قائدة الحشد الحزين والقافلة الجهادية المرملة والميتمة وزينب لا ترفع الّا كلمة واحدة وهي الناطقة باسم قهر التاريخ وحزن الاجيال: (لم نر الّا خيراً ولم يصنع الّا جميلاً).
الله الله يا حفيدة النبي وخديجة، ويا بنت علي وفاطمة، ويا اخت الحسن والحسين، ويا ام المجاهدين الصابرين، ويا معلمة المحتسبين الواعين، ويا ام هاشم، وحسبي بها دليلاً على كل ما ادعي كما يناديها اهل مصر عندما يمرون بجوارها الكريم.
ايه يا زينب ماذا سيقول الرجال بعد قولك وموقفك وانت في تلك الظروف والآلام تحمين الإمامة وتصونين الرسالة؟!.
لا نقدر على الاستمرار أكثر من هذا فقد منعتنا الدموع عن الاستمرار، والأحزان عن الاستظهار، ولكن نقول لك يا ام المجاهدين وعقيلة ركب المؤمنين اننا نعيش معك دائماً وفي كل لحظة من مولدك إلى وفاتك، وفي كل لحظة من عمرك الزاهر الكريم الذي اشعرت فيه أمك فاطمة وهي ام ابيها واباك العظيم وهو أخو رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وشقيقيك الامامين العظيمين الشهيدين بحنانك وعطفك ومودتك.
نسأل الله بلطفه وحبه وحبك لعباده ان تعطفي علينا بدعوة صالحة لنبقى على مسيرة الحق ثابتين، وعلى درب القافلة التي نطقت باسمها راسخين بالإيمان والهدى، حتى يتحقق وعد الله بنصرة دينه العظيم لتثمر دماء كربلاء عزةً وفرجاً وخلاصاً لأهل الإيمان وللإنسانية كلها.