وزير الثقافة بين تكريم الملحدين وتجاهل ذكرى المجاهدين
بقلم: الشيخ علي عبد العزيز الجبوري
سأبدأ مقالي هذا بسؤال استفهامي مهم وهو أليس من واجب أية امة حية إحياء ذكريات مجاهديها وقادتها ورموزها، وتعريف الأجيال بسيرتهم وتاريخهم ليكونوا القدوة والقادة لهم؟. وهذ السؤال اطرحه أمام حالة التجاهل المريبة التي وجدتها من قبل الجهات الرسمية وانا اتحاور مع اخوتي في العمل حول إحياء الذكرى الـ(99) لرحيل بطل الإسلام وشهيد الحق الامام الشيخ محمد مهدي الخالصي الكبير في ظل جائحة كورونا.
لقد وقفت متعجباً من وزير يهرول بكل وقاحة نحو تكريم شخصية عرفت بسقوطها وانحطاطها وانكارها لشرائع السماء، وتجاوزها على شرف رسول الله وعرضه، وقلت في نفسي أي جاهل هذا الوزير، واي قرار قد اتخذه، أليس الأولى بهذا الوزير ووزارته العتيدة ان يقرأوا سيرة الرجال وتاريخهم ومواقفهم ويكرموا من يستحق التكريم؟.
هناك فرق كبير بين من ضحى من أجل الدين والوطن، وبين من حارب الدين وأنكر المقدسات وتجاوز كل الخطوط والقيم.
أليس الأولى بهذا الوزير ووزارته أن يكرّم من قدم نفسه من أجل وطنه وشعبه، وتحمل ما لم يتحمله أحد في زمانه بسبب مواقفه الوطنية الشجاعة في رفض المحتلين وقتاله لهم، وقيادته لثورة الشعب العراقي الخالدة (ثورة العشرين)، والتحرك بوجه الفساد والتصدي للانحراف السياسي والخيانة العظمى للوطن عندما رأى ان التعهد الذي قطعه ملك العراق (فيصل) عند اخذ البيعة منه لم يفٍ به - وهو الوصول بالعراق الى الاستقلال الناجز والسعي الجاد نحو انتخابات حرة ونزيهة لمجلس امة مستقل عن إرادة الأجنبي- فأسقط بيعته واصدر فتواه الشهيرة بعدم جواز المشاركة في انتخابات المجلس التأسيسي الذي يشرف عليها المحتل البريطاني، ليعطي درساً للأجيال حول دور المرجعية الدينية في تحديد مصير الامة وواجبها الشرعة في الوقوف بوجه الفساد والانحراف والبراءة من الفاسدين وعدم إعطاء الغطاء الشرعي لهم، وهو درس نحتاج الى تطبيقه عملياً على ساسة اليوم وان تأخذ المرجعية الدينية دورها ومسؤوليتها عندما أعطت المشروعية والغطاء الديني لهؤلاء الساسة وثبت لها فشلهم وفسادهم وخيانتهم، أن تتحرك كما تحرك الشيخ الخالصي الكبير رضوان الله عليه في الوقوف بوجه العملية السياسية واسقاطها والبراءة من كل الشخصيات التي أدت الى دمار هذا البلد واوصلته الى هذه الحالة المأساوية.
فمن أولى بالتكريم يا وزير الثقافة؟، الملحد والمنحرف والذي تجاوز كل القيم والمبادئ والاخلاق، أم الشيخ الخالصي الكبير الذي يستحق ان يكتب تاريخ جهاده بأحرف من ذهب وتدرس سيرته للأجيال.
ومن أولى التكريم يا وزير الثقافة؟، من خان الوطن وأنكر الدين وتجاوز واستهتر وفعل ما فعل أم من قدم كل شيء من اجل دينه ووطنه وتحمل العذاب والمهاجر والغربة من اجل وطنه وسعادة شعبه وكرامتهم.