الرئيسية / خطب الجمعة /

  • المرجع الخالصي في خطبة الجمعة بالكاظمية: وحدة الأمة ضرورة مصيرية.. ومخططات نزع السلاح تهدد استقرار المنطقة

  • المرجع الخالصي في خطبة الجمعة بالكاظمية: وحدة الأمة ضرورة مصيرية.. ومخططات نزع السلاح تهدد استقرار المنطقة
    2025/08/08

    المرجع الخالصي في خطبة الجمعة بالكاظمية: وحدة الأمة ضرورة مصيرية.. ومخططات نزع السلاح تهدد استقرار المنطقة

    الكاظمية المقدسة – المكتب الإعلامي

    أكّد المرجع الديني الشيخ جواد الخالصي(دام ظله)، في خطبتي صلاة الجمعة التي ألقاها بتاريخ 14 صفر الخير 1447هـ الموافق لـ 8 آب 2025م في مدينة الكاظمية المقدسة، على ضرورة تعزيز وحدة الأمة الإسلامية في عبادتها ومناسباتها، محذّراً من المخططات الخارجية الرامية إلى تجريد قوى المقاومة من سلاحها في العراق ولبنان وسوريا، لما في ذلك من تهديد مباشر لأمن الشعوب واستقرارها.

    الخطبة الأولى: وحدة الأمة في عبادتها ومناسباتها.. ورفض التضييق على الزوار

    شدّد المرجع الخالصي على أنّ مظاهر وحدة الأمة تتجلى في عباداتها الكبرى، مثل صلاة الجماعة والجمعة، والحج، والعمرة، وزيارات العتبات المقدسة، لاسيما زيارة الأربعين، مؤكداً أنّ هذه المناسبات ليست مجرد طقوس، بل هي فرصة لتوحيد الصفوف في طاعة الله ومواجهة أعداء الأمة.

    ودعا سماحته إلى أن تكون الزيارات الكبرى، ومنها مسيرة الأربعين التي تشهدها هذه الأيام، منطلقاً لتجديد الإخلاص لله تعالى، وتعزيز التضامن بين المسلمين، مع الالتزام بالنظام، والنظافة، والحفاظ على البيئة، وعدم الإضرار بالمرافق العامة، والانضباط بالقوانين بما يعكس الصورة الحقيقية للمجتمع الإسلامي.

    كما انتقد الإجراءات المتشددة بحق الزوار القادمين من خارج العراق، سواء عبر منافذ الشمال أو الحدود الجنوبية، من تأخير إصدار التأشيرات أو فرض مبالغ مالية كبيرة، مؤكداً أنّ العراق بلد مفتوح لزيارة أئمة أهل البيت (عليهم السلام) وقبور الأنبياء والأولياء من مختلف المذاهب، مثل الإمام أبي حنيفة والشيخ عبد القادر الكيلاني والشيخ معروف الكرخي وغيرهم. ودعا إلى تسامح منطقي ومنضبط يحفظ أمن البلاد ويُيسر على القاصدين أداء شعائرهم.

    الخطبة الثانية: مخططات نزع السلاح واستهداف قوى المقاومة

    توقف المرجع الخالصي في الخطبة الثانية عند ما يجري من محاولات متكررة لنزع سلاح المقاومة في المنطقة، مستعرضاً التجارب المرة التي عاشتها شعوبها حين تم استهداف جيوشها أو فصائلها المقاومة، كما حصل في سوريا حين دُمّرت قواتها المسلحة، وتعرّضت لأكثر من 500 غارة جوية من قبل الكيان الصهيوني.

    وفي الشأن اللبناني، أشار سماحته إلى المشروع الأمريكي الذي يربط بين نزع سلاح المقاومة والحوار الداخلي، متسائلاً عن سبب تجاهل انسحاب القوات المحتلة أولاً، طالما أنّها هي مصدر الاعتداء والقتل. وحذّر من أن فرض نزع السلاح بشكل متعجل وعشوائي ليس سوى تمهيد لجر البلاد إلى حرب أهلية، مؤكداً أن هذه الحرب – بإذن الله – لن تقع، لأن الجيش اللبناني يرفض هذه الممارسات.

    وأضاف أنّ التجربة السابقة خير شاهد، إذ تراجع الذين دفعوا نحو مواجهة المقاومة واضطروا إلى التفاهم معها بعد أن أدركوا أنّ حماية لبنان لا تتم إلا بالتنسيق معها. ومن الحكمة أن يتم التفاهم من الآن قبل تكرار الأخطاء، لكنّ العدو حين يرى بوادر توافق مع المقاومة يسارع إلى تصفية من يتبناه، كما حصل في الجريمة الكبرى التي استهدفت رئيس الوزراء في تلك المرحلة، بعد أن أيقن هو، ومعه الجهة الحاكمة حينها، أنّ السبيل الوحيد هو دعم المقاومة دبلوماسياً وسياسياً، إن تعذّر دعمها عسكرياً.

    وانتقل المرجع الخالصي إلى الوضع العراقي، مبيّناً أن المقصود بنزع السلاح ليس الجيش النظامي، بل الحشد الشعبي، الجهة الوحيدة التي تمتلك سلاحاً قابلاً للاستعمال والدفاع، بينما الجيش مُقيّد بقرارات الاحتلال، حتى أنّ طائراته F-16 لا تعمل إلا بإذن أمريكي، وأجهزة المخابرات تحت سيطرة واشنطن، مما يجعل البلاد مكشوفة أمام الإرهابيين والعملاء وكل طامع.

    وأكد أنّ التجارب أثبتت أنّ من يسلم سلاحه يكون أول الضحايا، سواء في لبنان أو في العراق، مشدداً على أنّ أي حديث عن تنظيم السلاح لا بد أن يسبقه الاطمئنان إلى الحفاظ على وحدة الدولة والشعب، ثم معالجة ظاهرة السلاح المنفلت – كما يسمّى – التي فرضتها ظروف المعارك.

    وختم المرجع الخالصي بالدعاء أن يحفظ الله الأمة، ويحبط مخططات العدو، محذراً من المؤشرات التي تدل على نية الكيان الصهيوني إعادة احتلال غزة أو اجتياح كامل القطاع، معتبراً أن كل ما يجري من حملات إعلامية وسياسية في هذا الصدد هو جزء من مخطط عدواني جديد يجب الاستعداد لمواجهته.