الرئيسية / خطب الجمعة /

  • خطيب مدرسة الامام الخالصي: المنافقون سبب الهلاك في كل زمان... وغزة اليوم تجسّد تضحية علي (ع) في مبيته على فراش النبي

  • خطيب مدرسة الامام الخالصي: المنافقون سبب الهلاك في كل زمان... وغزة اليوم تجسّد تضحية علي (ع) في مبيته على فراش النبي
    2025/10/17

    خطيب مدرسة الامام الخالصي: المنافقون سبب الهلاك في كل زمان... وغزة اليوم تجسّد تضحية علي (ع) في مبيته على فراش النبي

     

    الكاظمية المقدّسة – المكتب الإعلامي

    ألقى سماحة الشيخ حسن طعيمة العبيدي، عضو الهيئة العلمية في مدرسة الإمام الخالصي، خطبتي صلاة الجمعة في مدينة الكاظمية المقدسة، بتاريخ 24 ربيع الآخر 1447هـ الموافق لـ 17 تشرين الأول 2025م، حيث تناول في خطبتيه معاني قرآنية عميقة ترتبط بواقع الأمة المعاصر، مبيّناً الفارق الجوهري بين المنافقين الذين يتزيّنون بالدين ظاهراً، وبين المؤمنين الصادقين الذين يبذلون أنفسهم ابتغاء مرضاة الله.

    الخطبة الأولى: المنافقون ووجوههم المتعددة في التاريخ والواقع

    استهلّ الشيخ العبيدي الخطبة بالحديث عن تقسيم الله سبحانه وتعالى للناس إلى صنفين، كما ورد في مطلع سورة البقرة المباركة: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ﴾ البقرة:204.

    وبيّن أنّ هذه الآية تصف المنافقين الذين يدّعون الحب والولاء للدين، بينما أفعالهم تناقض ما يأمر به الشرع الإلهي.

    وقال سماحته: إنّ من الناس من يدّعي الإيمان والولاء، ولكن عمله عكس ذلك، فهو يبطن الكفر ويُظهر الإيمان، وهذا ما نراه واضحاً في سلوك كثير من الحكّام والمتنفّذين في الأمة، الذين يتزيّنون بالمظاهر الدينية والأخلاقية والتربوية، لكنهم في واقع الأمر يخالفون أوامر الله ويظلمون العباد.

    وأضاف أن هذا النفاق المتجذّر في النفوس كان سبباً في معظم الكوارث التي حلّت بالبشرية، مشيراً إلى أن الحربين العالميتين الأولى والثانية إنما كانتا ثمرةً للغطرسة والجبروت والطغيان الذي مارسه المتكبّرون في الأرض، فنتج عنه هلاك أكثر من خمسين مليون إنسان في العالم، وهو شاهد على خطورة الانحراف الأخلاقي والعقائدي حين يتستر بلباس الدين أو الإنسانية الزائفة.

    وختم الشيخ العبيدي الخطبة الأولى بالتنبيه إلى ضرورة التمييز بين ظاهر القول وحقيقة الفعل، مؤكداً أن معيار الإيمان الصادق هو العمل المخلص لله، لا المظاهر والشعارات التي يتخذها البعض ستاراً لأهوائهم ومصالحهم.

    الخطبة الثانية:  الإمام عليّ (ع) وغزة وجهان للتضحية في سبيل الأمة

    وفي الخطبة الثانية، تناول سماحته تفسير الآية الكريمة: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ﴾ البقرة:207.

    موضحاً أنّ هذا الجانب الثاني من التقسيم القرآني يخصّ المؤمنين الصادقين الذين يبيعون أنفسهم لله، مضحّين بكل شيء في سبيل الحق، وأنّ القرآن قدّم ذكر المنافقين أولاً لكثرتهم، وأخّر المؤمنين لقِلّتهم وصفائهم.

    وأشار إلى أنّ هذه الآية نزلت في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع( حين بات في فراش النبي (ص( ليلة الهجرة، متحملاً خطر الموت في سبيل الله والرسالة، لتكون تلك الليلة مثالاً خالدًا للتضحية والإيثار.

    وفي سياقٍ متصل، ربط سماحته بين هذا الموقف التاريخي المشرق وبين صمود غزة اليوم، مبيناً أن غزة تمثّل النموذج الحيّ لتلك التضحية العلوية، فهي كما بات عليّ (ع) في فراش النبي، باتت غزة على فراش الرسالة والجهاد والإسلام، تواجه الموت كل يوم دفاعاً عن كرامة الأمة ومقدساتها.

    وأكد الشيخ طعيمة أنّ المجاهدين والمناضلين في غزة يعيشون هذا المعنى القرآني بكل تفاصيله، فهم يقدّمون أرواحهم ابتغاء مرضاة الله، ويعلّمون الأمة معنى الثبات والإيمان، مضيفاً أن تلك الدماء الزكية هي الامتداد الواقعي لمدرسة عليّ (ع) التي لا تعرف الخوف، ولا ترضى بالظلم، وتؤمن بأنّ التضحية سبيل الحياة الكريمة للأمة.

    وختم سماحته الخطبة بالدعاء للمجاهدين في فلسطين ولجميع الأحرار في الأمة، أن يثبتهم الله على طريق الحق، وأن يُلهم المسلمين وُحدة الموقف والإخلاص في العمل، محذراً من النفاق الذي يُخفي الكفر تحت عباءة الدين، ومبشّراً بأن الحق باقٍ مهما تكاثر الباطل، وأن وعد الله بالنصر للمؤمنين آتٍ لا محالة.

    01

    02

    03

    04

    05