الرئيسية / خطب الجمعة /

  • المرجع الخالصي يحذر من الاستعانة بالقوى الأجنبية ويدعو إلى توحيد الصفوف ومواجهة الفساد والطائفية

  • المرجع الخالصي يحذر  من الاستعانة بالقوى الأجنبية ويدعو إلى توحيد الصفوف ومواجهة الفساد والطائفية
    2025/09/19

     المرجع الخالصي يحذر  من الاستعانة بالقوى الأجنبية ويدعو إلى توحيد الصفوف ومواجهة الفساد والطائفية

    الكاظمية المقدسة – بغداد – 19 أيلول 2025م

    ألقى سماحة المرجع الديني الشيخ جواد الخالصي (دام ظله) خطبتي الجمعة، وقد تناولتْ الخطبتان قضايا محورية تتعلق بالانتماء إلى نبينا محمد (صلى الله عليه وآله)، ومعالجات لأسباب التفرق الداخلي وأطرافه، وموقف الأمة من التدخّل الأجنبي وصيغ المشاركة السياسية الحالية، إلى جانب تأكيده على دعم محور المقاومة في فلسطين ولبنان واليمن وغيرها من ساحات الصراع.

    الخطبة الأولى: جوهر الانتماء إلى النبي ﷺ ومقتضياته العملية

    استهل سماحته خطبته الأولى بالحديث عن الغاية الجوهرية من الإعلان عن الانتماء إلى نبينا محمد (صلى الله عليه وآله). وقال: عندما نقول «نحن مسلمون» و«نحن ملتزمون بسيرته ومنهجه» فإن هذه الدعوى تتجسّد فيها غاية عظيمة تستلهم قوله تعالى: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ..)الفتح:29، فضلاً عن بقية الصفات التي ينبغي أن تتجسّد في الأمة.

    مقتضيات الانتماء — ركنان أساسيّان:

    أشار سماحته إلى أن دعوى الانتماء إلى النبي تشتمل على أمرين رئيسيين، وأن هماّ مفقودان للأسف في عصرنا وفي أكثر طبقات الأمة:

    1-    توحيد الله تعالى على الوجه الصحيح في العبادة والطاعات لا إله إلا الله بمعناها الحقيقي: لا معبود سواه، ولا مؤثر في الكون والوجود أحد غيره. ومهمة الإنسان إذا آمن أن يقوّي هذه الرابطة الإيمانية بحيث لا يلجأ إلى غير الله في قضاء الحوائج كما لو أنّ لله شريكًا في الأمر.

    2-    الانتهاء عن الفرقة والصراعات الداخلية التخلّص من التفرقة التي أبعدتنا عن منهل النبوة العذب. واستحضر بيتاً شعرياً مؤثراً يصف الحال:

    "محمد هل لهذا جئت تسعى * وقومك اليوم همل رعاع"

    مؤكّداً أنّ هذه الحالة يجب أن تنتهي لمن ينوون العودة إلى الإسلام ونهضة الأمة وحضارتها العظيمة.

    رفض الاستعانة بالطاغوت والتعاون مع الأجنبي:

    وحذّر سماحته من خطورة الاستعانة بالطاغوت والخضوع له، وبيّن أن بعض من يطلبون نصرة أمريكا أو غيرها لاسترجاع مواقع حكمهم في العراق او غيره، إنما يقدّمون نفسهم أدوات للعدوّ. وذكّر بما جرى عام 2003 من فرح بقدوم الأمريكان لدى من تحالف معهم، وحذّر من تكرار هذا النهج.

    الموقف من توصيف الحركات المقاومة وملابسات التحالفات:

    وبيّن سماحته المواقف الثابت في رفض وصف بعض الجهات والحركات المقاومة بالإرهاب؛ إذ رأى أنَّ أمريكا «أم الإرهاب» وليست جهة مؤهلة لتشخيص من هو الإرهابي. ومع ذلك أقرّ بأنّ هنالك جهات ارتكبت أعمالًا إجرامية، ينبغي محاسبتها داخلياً أمام الشعب كما جرى مع النظام السابق، مع التأكيد أن الحلّ والنقد لا يكون بيد الأجنبي الذي صنع الأنظمة ذاتها لخدمة مصالحه.

    واختتم سماحته هذه المحور بالتأكيد على رفض أي نعرة تقوّض وحدة الأمة، والتأكيد أن الإسلام هو الإطار الجامع الذي يحترم داخلُه الانتماءات القومية والمناطقية والعرقية والاجتهادية، ويستوعب غير المسلمين الذين يعيشون في مجتمعاتنا ويضمن لهم الأمن والسلام — وهذا التاريخ الجماعي يبنى عليه مستقبل الأمة وحركتها وكيفية أداء واجبها في هذه المرحلة الحرجة.

     

    الخطبة الثانية: مواطن الخطر الداخلي ومآلات الصراع السياسي والموضع من الانتخابات

    مخطط تفخيخ الأمة داخليًا:

    ركّز سماحته في الخطبة الثانية على مخطّط يهدف إلى تفتيت الأمة داخلياً من خلال استمرار الصراع الطائفي، وطعن في أن كثيراً من هذا الصراع مُفتعَل ومصطنع ومُغرَض، يحركه عملاء وخونة ودخلاء يسعون لإحداث أزمة جديدة.

    قضية الانتخابات وأساليب التحريض الطائفي:

    تطرّق سماحته إلى ما يثار حول الانتخابات، وبيّن أن هناك أصواتاً يصفها بـ«التافهة الحقيرة» التي تعبئ الطائفية والتحريض، وتستخدم شعارات وادعاءات لاستنهاض الناس نحو المشاركة، أو للتهديد بعدم مشاركتهم ومن ثم وصف الخيارات بأنها مؤامرات. وأوضح سماحته:

    ·       أن من يتحدّثون بلغة الانتقام والطائفية هم يحاولون التغطية على فشلهم الذريع في مواجهة مقاطعة الشارع للانتخابات السابقة.

    ·       وأنّ بعض الجهات التي شاركت سابقًا في الانتخابات تدعو اليوم إلى مقاطعتها، وهذا مؤشر مهم وجليل الأثر.

    ·       وأن المرجعية الدينية التي يزعمون انتماءها لهم لم تُعطِ مبرراً للمشاركة في هذه الانتخابات، وهو أمر ذو دلالة كبيرة.

    الخطر الحقيقي — الفساد أخطر من الفراغ:

    أكّد سماحته أن الفراغ السياسي المحتمل ليس أخطر من وجود فساد ومفسدين في رأس السلطة، لأن وجود الفساد سيؤدي بطبيعة الحال إلى نتائج كارثية قد تُفضي إلى فراغ أو انهيار عملي، لذلك وصف خطر الفساد بأنه أخطر من خطر الفراغ المحتمل.

    الصراع الإقليمي ومحور المقاومة:

    ثمّ ربط سماحته المسألة الوطنية بما يجري إقليمياً: معركة فلسطين ولبنان واليمن والعراق وإيران وبطولات مناضلي الأمة، وبيّن أنّ ما يجري من عمليات بطولية — منها ما حدث بالأمس في الأردن  حول تصفية جنود إسرائيليين — ومواقف مصر والجيش المصري والشعب المصري، كلّها تؤكد أنّ الحلّ لا يكون إلا بالتوافق والانسجام مع حركة المقاومة في الأمة.

    ودعا سماحته إلى مواصلة الدعم والتآزر مع حركات المقاومة في فلسطين ولبنان واليمن، مشيراً إلى بطولاتهم ومآثرهم، واعتبر أن من يندمج مع هذا النسق هو يسير مع «أسطول» الأمّة المتحرك الذي يحنُو على فك الحصار عن غزة وإظهار ملاحم تضحية تُبهر العالم.

    وختم المرجع الخالصي خطبتيه بالتشديد على أن وحدة الصفّ الداخلي ورفض الارتهان للأجنبي، إلى جانب دعم المقاومة، هي الطريق الأوحد لحماية الأمة ومواجهة التحديات المصيرية.

    01

    02

    03

    04

    05

    06