الرئيسية / خطب الجمعة /

  • المرجع الخالصي في خطبة الجمعة من الكاظمية: عاشوراء صرخة الحق في وجه الفساد والاستبداد... والأمة ما زالت تكرر خطايا الماضي

  • المرجع الخالصي في خطبة الجمعة من الكاظمية: عاشوراء صرخة الحق في وجه الفساد والاستبداد... والأمة ما زالت تكرر خطايا الماضي
    2025/07/04

    المرجع الخالصي في خطبة الجمعة من الكاظمية: عاشوراء صرخة الحق في وجه الفساد والاستبداد... والأمة ما زالت تكرر خطايا الماضي

     

    الكاظمية المقدسة – خطَّ سماحة المرجع الديني الشيخ جواد الخالصي (دام ظله) ملامح جمعة حاشدة عبّرت عن روح عاشوراء، وامتدت فيها خطبته من ذكرى كربلاء إلى الواقع العراقي والعربي المثقل بالأزمات والفساد. وذلك خلال خطبتي الجمعة التي ألقاها اليوم في مدينة الكاظمية المقدسة، بتاريخ 8 محرم الحرام1447هـ الموافق لـ 4تموز 2025م، بحضور حشود من المؤمنين والمصلين.

     

    كربلاء ليست ذكرى... بل موقف يومي

    في مستهل الخطبة الأولى، شدد الشيخ الخالصي على أن الغفلة هي مرض الأمة الأخطر، مؤكداً أن التمسك بأحكام الدين وسنن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) هو الطريق الوحيد لمواجهة الظلم والانحراف. واستحضر في خطبته مشاهد كربلاء العظيمة، مبرّزاً رمزية الحسين (عليه السلام) كإمام العدل وصرخة الحق بوجه الانحراف الديني والسياسي.

    وقال: "في كربلاء لم يكن عدد أنصار الحسين يتجاوز المئة، ولكن كانت رسالتهم أقوى من آلاف الخصوم، لأنهم وقفوا مع إمام الحق، وتبنّوا قضيته بكل وعي ويقين".

    واستنكر سماحته اختزال عاشوراء في اللطم والمظاهر، مؤكداً أن "دروس كربلاء لا تُختصر بالبكاء، بل بالفعل السياسي والموقف المبدئي والرفض الواعي للظلم بكل أشكاله".

    الدين في مواجهة الفجور السياسي

    توسعت خطبة المرجع الخالصي إلى بعد سياسي حاد، حيث حمّل الأمة مسؤولية تكرار مشاهد الظلم، متسائلاً: "لماذا استشهد الحسين وحكم زياد؟ لأن الأمة خانت مسؤوليتها، فصفقت للباطل وصمتت عن الجريمة". وأضاف: "المشكلة أن الناس اليوم ما زالوا يطمعون بفتات موائد الظالمين، كما طمع السابقون، ويبررون لأنظمة الفساد والتبعية والخضوع".

    كما شبّه واقع الأمة الحالي بمرحلة ما بعد الملك العضوض، حيث كانت السلطة تُمنح للسكارى والفجار، وتُدار أمور الدين بالاستهزاء والعبث، مشيراً إلى أمثلة تاريخية معروفة من تلاعب بعض الخلفاء بالصلاة والشرع علناً.

    غزة هي كربلاء العصر

    لم يغب عن خطبة الشيخ الواقع العربي والإسلامي، حيث ربط تضحيات غزة، ودماء الأطفال تحت الأنقاض، برسالة كربلاء الخالدة، قائلاً: "حين يسقط طفل في غزة مضرّجاً بالدماء، فذاك درس كربلائي، والسكوت جريمة كبرى".

    واعتبر أن فلسطين، لبنان، العراق، اليمن وسوريا هي كلها تجسيد لكربلاء العصر، داعياً المؤمنين إلى التمسك بخط الحسين لا شعاراته، قائلاً: "من لا يقف مع الحق في ساحات النضال، فلا يخدع نفسه بالوقوف في المواكب".

    الفساد الإداري والسياسي... وجه آخر ليزيد

    في الخطبة الثانية، فتح سماحته النار على الواقع السياسي العراقي، مؤّكداً ان "العملية السياسية" مشروع أمريكي-صهيوني لتدمير العراق ونهب خيراته.

    وأكد أن ملف "مطار بغداد" وعقود الشركات الأجنبية نموذج على الفساد المعمم، حيث لا يعلم الشعب ولا البرلمان ولا القضاء تفاصيل الاتفاقيات التي تمس السيادة.

    وقال بلهجة حازمة: "قمة الفساد هي المشاركة في عملية سياسية وُضعت أصلاً لإذلال الشعب، ومن يوقع على هذه الصناديق الانتخابية يوقّع على دمار بلده بيده".

    الوعي هو طريق النجاة

    اختتم الشيخ الخالصي خطبته بنداء صريح للأمة، قال فيه: "عاشوراء ليست تراجيديا مسرحية، بل مدرسة ملهمة، وإذا لم نكن هذا الجيل الذي ينهض بها، فسيستبدلنا الله بمن هو أصدق وأشجع".

    وأكد أن التغيير لا يأتي من صناديق الاقتراع المصممة خارج إرادة الشعب، بل من وعي داخلي وموقف إيماني صادق، مستشهداً بقول الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ) الرعد:11.

    01

    02

    03

    04

    05

    06

    07

    08

    09

    10