الرئيسية / خطب الجمعة /

  • المرجع الخالصي يحذر: التلاعب بحدود العراق خيانة للسيادة ودعم غزة واجب شرعي لا يتحمل الانتظار

  • المرجع الخالصي يحذر: التلاعب بحدود العراق خيانة للسيادة ودعم غزة واجب شرعي لا يتحمل الانتظار
    2025/07/25

    المرجع الخالصي يحذر: التلاعب بحدود العراق خيانة للسيادة ودعم غزة واجب شرعي لا يتحمل الانتظار

     

    في أجواء مشحونة بالقضايا الوطنية والإنسانية، ألقى المرجع الديني الشيخ جواد الخالصي (دام ظله) خطبة الجمعة من على منبر الكاظمية المقدسة بتاريخ 29 محرّم الحرام 1447هـ الموافق لـ 25 تموز 2025م، متناولًا في خطبتيه قضايا محورية تمسّ جوهر الدين وهموم المجتمع، من سيرة الإمام السجاد عليه السلام وواقع الحوزات العلمية، إلى قضية خور عبدالله، مروراً بمأساة غزة المستمرة.

     

     الخطبة الاولى: من سيرة الإمام السجاد إلى واقع الحوزة العلمية... دروس في مواجهة التحديات

    استهل المرجع الديني الشيخ جواد الخالصي (دام ظله) خطبته الأولى بالحديث عن الامام علي بن الحسين السجاد زين العابدين (عليه السلام)، مشيراً إلى مكانته الروحية كنموذج في العبادة والورع، ومؤكداً على دعوته الصادقة للالتزام بالإسلام الأصيل والتجرد من التعلّق بملذّات الدنيا ومفاسدها وإغراءاتها. وشدد سماحته على أن الإمام السجاد(عليه السلام) لعب دوراً محورياً في صيانة الأمة ووحدتها، وتصدى للأفكار الدخيلة ومحاولات التدخل الأجنبي التي تسعى لتمزيق المجتمع المسلم.

    وأشار إلى أن هذه القيم والمواقف تشكل درساً عظيماً في زمننا الراهن، حيث تتفاقم تبعية السياسيين في العراق وخضوعهم للإملاءات الخارجية ومقرراتها السيئة، مما يساهم في تعميق الأزمات السياسية والاجتماعية في البلاد.

    واعتبر الشيخ الخالصي أن ذكرى الإمام السجاد(عليه السلام) هي امتداد حيّ لذكرى كربلاء الخالدة، بين عاشوراء والأربعين، داعياً إلى التأمل في هذه المرحلة الزمنية العظيمة بما تحمله من دروس في الثبات والصبر والتضحية.

    وفي سياق الحديث عن الواقع العراقي، تطرق المرجع الخالصي إلى ما يعانيه الزائرون وطلبة الحوزة العلمية من مضايقات متزايدة، لا سيما القادمون من الخليج العربي ومناطق أخرى. حيث تُفرض عليهم رسوم مالية مرهقة، ويُواجه الطلبة الحوزويون بقيود غير مبررة تمنعهم من الإقامة بحرّية في العراق.

    وشدد الشيخ الخالصي على وجوب التمييز بين من يفدُ إلى الحوزة لطلب العلم والاجتهاد والخدمة الصادقة، وبين من جاء لأغراض شخصية، وربما يحمل نيات مريبة لا تمت بصلة للرسالة العلمية. وأكد أن الطلبة الجادين القادمين إلى العراق هم مفخرة لهذه الامة ويعتز به الوطن العراقي لما يمثله من مركز جامع لأمة الإسلام، ولهذا يجب رعايتهم وتوجيههم، ومعالجة أي خلل ناتج عن خلفيات طائفية أو إجراءات متشنجة.

    ونقل سماحته عن عدد من الطلبة استياءهم من غياب من يدافع عنهم بالشكل الصحيح، حتى داخل بعض الحوزات الدينية، معتبراً أن هذا الإهمال يزيد من معاناتهم ويؤثر سلباً على مستقبل الحوزة ودورها التنويري.

    خور عبدالله: السيادة خط أحمر لا يُمَس

    وفي فقرةٍ منفصلة، تناول سماحته ما وصفه "بخطيئة بيع أيّ جزءٍ من الأراضي العراقية" – وهي إشارة إلى خور عبدالله – لأية جهةٍ مجاورة أو خارجية، وهو ما دأب النظام السابق على ممارسته خلال سياساته المتخبّطة، محذّراً من خطورة هذا التنازل الذي يُشكّل مساساً مباشراً بالسيادة الوطنية العراقية.

    وأوضح أن ما حدث لا يمكن اختزاله في خللٍ إداري أو تفاهمٍ سياسي، بل يُعدّ انتهاكاً صارخاً لكرامة العراق وحقوقه التاريخية والجغرافية، وهو ما يُشكّل قنابل موقوتة، حتى مع دول وأقاليم الجوار، يمكن أن تنفجر في أية لحظة، كما حصل في حرب الكويت.

    ودعا العراقيين جميعاً إلى الوقوف صفًا واحدًا لمواجهة كلّ محاولةٍ للتفريط بأرض العراق أو التهاون في حقوقه، مؤكّداً أن الحفاظ على السيادة العراقية مسؤولية شرعية ووطنية لا يمكن التهاون فيها.

    الخطبة الثانية: غزة... في قلب المعركة ونقطة اختبار للضمير

    أما في الخطبة الثانية، فقد سلّط الشيخ الخالصي الضوء على معاناة أهل غزة، واصفًا ما يتعرضون له بأنه تجويعٌ ممنهج وحصارٌ خانق. وقال: "نحن في قلب المعركة، أيها الإخوة، ولسنا كما يدّعي العدو أننا خارجها أو أننا خسرناها".

    وأضاف: "الحقيقة أن المعركة لا تزال لصالحنا، بفضل صمود الأمة ووحدتها وتماسكها، لكنها مستمرة، ولن تطول كثيراً، ونسأل الله أن تُحسم خلال الأشهر القليلة القادمة، وهذا مرهون بمشاركتنا الجادة والفاعلة في هذه المواجهة المصيرية".

    وشدّد الخالصي على أن دعم غزة لا يقتصر على التعاطف أو الدموع، بل يجب أن يُترجَم إلى فعلٍ حقيقي، عبر التبرّع بالمال والمواد والمساعدات بكل أشكالها. وأشاد بمبادرات وتصدّي أبناء مدرسة الإمام الخالصي وغيرها للقيام بهذه المهمة الجليلة، داعياً إلى توسيع هذه الجهود.

    وقال: "إن المشاركات الموجودة الآن ما زالت بحاجة إلى مساهمات جدّية، لكنها بداية لا بد أن تتوسّع، ويجب أن تستمر الوقفات والمسيرات والمظاهرات، خصوصاً في هذه الأيام، تلبيةً لنداءات أهل غزة الذين يقولون: تحرّكوا، فإن الوضع لا يُطاق".

    01

    02

    03

    04

    05

    06