المرجع الخالصي يدعو للوحدة ورفض الظلم والانخداع بمشاريع الفساد
الكاظمية – المكتب الإعلامي:
ألقى المرجع الديني الشيخ جواد الخالصي (دام ظله) خطبتي صلاة الجمعة المباركة في مدينة الكاظمية المقدسة، بتاريخ 10 ذي الحجة 1446هـ الموافق لـ 6 حزيران 2025م، حيث تزامنت المناسبة مع عيد الأضحى المبارك، فجمع سماحته بين معاني العيد وفرائض الجمعة، مؤكداً على ضرورة أن تكون العبادات وسيلة لصلاح الأمة لا مظهراً للتفاخر والرياء، كما تطرق إلى العدوان الصهيوني على الضاحية الجنوبية، وحذّر من مشاريع الهيمنة والفرقة، داعياً إلى الثبات والعمل الجاد لإعادة الإسلام إلى موقعه الريادي.
العودة إلى روح العبادات: ليست مظاهر بل تقوى
استهل الشيخ الخالصي خطبته بالحمد والثناء على الله تعالى، والصلاة على نبيه محمد وآله الطاهرين، داعياً المؤمنين إلى التمسك بتقوى الله والعودة الصادقة إلى تعاليم الإسلام الحقة، مؤكداً أن عبادة الله يجب أن تُفضي إلى التقوى لا أن تكون غطاءً للمظاهر الزائفة أو وسيلة للتسلّط.
وأشار سماحته إلى أن الله تعالى لم يشرّع العبادات لتكون طقوساً شكلية، بل لكي تكون وسيلة لبناء الإنسان وتزكيته، موضحاً أن كثيراً من الناس يؤدون المناسك الدينية ولكن بغايات غير خالصة لله، فقال: "إذا صلينا وزكينا وحججنا من أجل الظهور والرياء والسيطرة، فهذه ليست عبادة بل مسؤولية عظيمة قد تورث الخسران".
المشاركة المعنوية مع الحجيج والدعوة للوحدة الإسلامية
وحيث صادف يوم الجمعة هذا مع عيد الأضحى، تطرق المرجع الخالصي إلى حالة الحجيج في منى، مؤكداً أن المسلمين في كل مكان يشاركون الحجاج بالدعاء والطاعات والنية الخالصة، مشدداً على أن صلاة العيد إن أُقيمت فلا بأس بترك صلاة الجمعة، لكنه أكد على أهمية إقامتها لما فيها من فضل عظيم، خاصة في مثل هذا المسجد المبارك، بحسب تعبيره.
كما دعا إلى استمرار التكبيرات بعد صلاة الظهر لعشر صلوات، وعدم نسيان المسلمين المضطهدين في مشارق الأرض ومغاربها.
العبادة لا تعني الصمت عن الظلم
وفي جانب من خطبته، أدان الشيخ الخالصي العدوان الصهيوني الغاشم على الضاحية الجنوبية في لبنان، الذي وقع قبل يوم واحد من الخطبة، مبيناً أن المستهدفين هم مدنيون من مختلف الطوائف والانتماءات، لا كما يدعي العدو بأنهم فقط من "حزب الله".
وأكد سماحته أن ما يفعله العدو اليوم هو تكرار لما فعله في فلسطين عام 1948، من مجازر وترويع للسكان، بهدف التهجير والهيمنة، وقال: "هذا الأسلوب الفاجر في تخويف الناس هو ما فعلوه يوم احتلوا فلسطين، لكنهم لن يفلتوا من الحساب، ويومهم قادم بإذن الله".
التحذير من الانشغال بالدنيا وأوهامها
وجه سماحته نصيحة للمؤمنين بعدم الانشغال بالصراعات الدنيوية التي تفتت المجتمع، محذراً من النزاعات بين الأفراد بسبب مطامع مادية زائلة، ومطالباً الشعب العراقي خصوصاً بوحدة الصف والتآخي في طاعة الله، والتصدي لمشاريع التفرقة التي تُفرض عليهم من الخارج.
وحذر من الأفكار الوافدة والمخططات الأجنبية التي تهدف إلى إشغال الأمة بنفسها بينما العدو يستمر في عدوانه وسرقته لمقدرات الأمة.
معركة اليوم: بين الحق والباطل... والكيان إلى زوال
وفي خطبته الثانية، أكد الشيخ الخالصي أن ما يجري في المنطقة هو معركة فاصلة بين الإسلام والباطل، مشيراً إلى أن استشهاد الأبرياء لا يعني هزيمة، بل كما جرى في أحد حين استشهد سبعون صحابيًا، كان ذلك تمهيدًا لفتح مكة.
وأوضح أن خسائر العدو الصهيوني المتزايدة في غزة والانقسامات الداخلية بينهم هي مؤشر على بداية انهيار الكيان، داعياً الأمة إلى الثبات وعدم الخضوع لتهديدات "رسل الكفر" كما وصفهم.
وقال: "نحن في الصفحة ما قبل الأخيرة من معركة الانتصار الإسلامي الأكبر، معركة ظهور الإسلام من جديد".
رسالة إلى المسؤولين: كفى عبثاً واستهانة بالشعب
وختم الشيخ الخالصي خطبته برسالة مباشرة إلى المسؤولين في العراق، منتقداً استمرار الوجوه الفاشلة في السلطة، داعياً إلى محاسبة الفاسدين وعدم منحهم فرصاً جديدة تحت غطاء "العفو العام" أو إعادة تدويرهم سياسياً، متسائلاً بمرارة عن معنى أن يصبح السارق مسؤولاً عن خزائن الأمة!
وطالب بضرورة قول الحق وعدم الخضوع للابتزاز السياسي أو المال الفاسد، مؤكداً أن التغيير الحقيقي يبدأ بالصدق مع الله والثبات على نهج الحق.





