الرئيسية / خطب الجمعة /

  • خطيب مدرسة الامام الخالصي: الإيمانُ والوعيُ سلاحُ الأمة في مواجهة الظلم والفساد

  • خطيب مدرسة الامام الخالصي: الإيمانُ والوعيُ سلاحُ الأمة في مواجهة الظلم والفساد
    2025/07/18

    خطيب مدرسة الامام الخالصي: الإيمانُ والوعيُ سلاحُ الأمة في مواجهة الظلم والفساد

     

    الكاظمية المقدسة – المكتب الإعلامي

    ألقى سماحة الشيخ حسن طعيمة العبيدي خطبتي صلاة الجمعة في مدينة الكاظمية المقدسة، مذكّراً فيها بجوهر رسالة الإسلام القائمة على الإيمان، ومُحذّراً في ذات الوقت من المخططات الصهيونية التي تمزّق الأمة وتستنزف دماء أبنائها، من العراق إلى الشام، ومن ميادين الإصلاح إلى فواجع الإهمال.

     

    الخطبة الأولى: بناء الإيمان وترسيخ الأخلاق.. واستلهام دروس كربلاء

    الإيمان جوهر الشخصية المسلمة

    في مستهل خطبته، شدد الشيخ العبيدي على أن الإيمان الصادق والأخلاق النبيلة هما حجر الزاوية في نهضة أي أمة، مشيراً إلى أن صفات مثل الصدق، والنصيحة، وحُسن المعاملة ليست مجرد فضائل فردية، بل هي أعمدة تحفظ الأمن الاجتماعي، وتقوّي روابط المحبة والتماسك بين أبناء الأمة الإسلامية.

    ثورة الإمام الحسين (ع): نموذج خالد للموقف الحق

    وتوقف سماحته عند ثورة الإمام الحسين عليه السلام، مؤكداً أنها ليست حدثاً من الماضي، بل صرخة خالدة تتجدد في وجه كل ظلم وتطبيع مع الباطل، ودعوة مستمرة للثبات على الحق مهما كانت التضحيات.

    وقال: "عاشوراء ليست يوماً يُبكى فيه، بل موقفاً يُحتذى به، ورسالةً لا تموت، ما دام هناك ظالم ومظلوم، وجائر ومقاوم."

    الموت حقيقة لا مفر منها..

    واختتم خطبته الأولى بتذكير المؤمنين بـحقيقة الرحيل المحتوم، داعياً إلى الاعتبار بمن رحلوا وهم ثابتون على طريق الحق والجهاد، مستشهداً بـسيرة الراحل الحاج سليم علي درويش الأنبارِي وغيره من المؤمنين، الذي مثّل أنموذجاً للإيمان العملي والموقف الشريف، فكان من أولئك الذين ودّعوا الحياة وهم ماضون في طريق خدمة الدين وأهل البيت (عليهم السلام).

     

    الخطبة الثانية: وعيٌ بالمخططات.. وصيحةُ تحذير من نار الطائفية والإهمال

    العدو الصهيوني وراء كل فتنة ومخطط تمزيقي

    في محوره السياسي، أكّد الشيخ العبيدي أن ما تتعرض له الأمة الإسلامية من تفكك وتمزق هو نتاج لمؤامرات صهيونية وغربية تسعى لتقسيم جسد الأمة من الداخل، عبر إثارة الفتن الطائفية، وتغذية النزاعات، خدمةً لمشروع الهيمنة والاستبداد.

    من العراق إلى الشام.. مسلسل القتل والتفتيت مستمر

    وأشار إلى أن ما جرى في العراق باسم الطائفية، وما حصل في سوريا تحت ذرائع كاذبة، لم يكن إلا فصولاً من هذا المخطط الخبيث، مبيناً أن العدوان بدأ من الساحل السوري وجبل العلويين، وامتد إلى حمص والقرى الشيعية، ثم حلب وإدلب، وصولاً إلى قصف دمشق الأخير، الذي وصفه بالهمجي، قائلاً: "قصفُ دمشق هو ترجمةٌ مباشرة لحقدٍ دفين لا يريد لسوريا ولا لأي بلد مقاوم أن ينهض."

    فاجعة الكوت.. الإهمال يلتهم أرواح الأبرياء

    وتطرق سماحته إلى الفاجعة المأساوية التي وقعت في مدينة الكوت، حيث التهمت النيران أحد المجمعات التجارية، ما أدى إلى استشهاد عشرات الأبرياء، محملاً الجهات الرسمية المسؤولية الكاملة عن هذه الكارثة، نتيجة الإهمال المتراكم، وغياب إجراءات السلامة، والتقاعس الرقابي.

    وأكد العبيدي أن هذه المصيبة ليست استثناءً، بل صفحة مؤلمة تُضاف إلى سجل طويل من الكوارث التي يُسقط فيها المواطن ضحية الاستهتار والفساد.

    وفي هذا السياق، استشهد بتصريحات مكتب الإمام الخالصي في الكاظمية، الذي أدان الحادث ببيان شديد اللهجة، جاء فيه: "لا يجوز شرعاً ولا إنسانياً التهاون مع الإهمال والفساد حين يكون ثمنه دماء الناس وأرواحهم."

    "أرواح الناس أمانة في أعناق من تصدّر للمسؤولية، ولا بد من وقفة جادة توقف سيل الكوارث المتكرّرة."

    كلماتٌ وصفها الخطيب بأنها تمثل صرخة ضمير حيّ في وجه الاستهتار والعبث بأرواح الأبرياء، وتحمّل أصحاب القرار مسؤولياتهم أمام الله والشعب.

    نحو معادلة الوعي والمواجهة

    وفي ختام الخطبة، دعا الشيخ حسن العبيدي أبناء الأمة، وخاصة المؤمنين والشباب، إلى ضرورة تعزيز الوعي بمخططات الأعداء، والتمسك بثوابت الدين، وقيم الحق، والوحدة، من أجل إفشال مشروع التفكيك والفساد.

    مضيفاً: "معركتنا مع الباطل تحتاج إلى سلاحين: الوعي والموقف؛ فمن فقد أحدهما، كان وقوداً في مشروع الإفساد لا حجراً في جدار الصمود."

    01

    02

    03

    04

    05

    06

    07

    08