الرئيسية / خطب الجمعة /

  • خطيب مدرسة الامام الخالصي يدعو للإصلاح ونبذ الفساد.. ورفض لاتفاقية خور عبدالله

  • خطيب مدرسة الامام الخالصي يدعو للإصلاح ونبذ الفساد.. ورفض لاتفاقية خور عبدالله
    2025/07/11

     

    من عاشوراء إلى خور عبدالله.. خطيب الكاظمية يدعو للثورة على الفساد والخيانة

    خطيب مدرسة الامام الخالصي يدعو للإصلاح ونبذ الفساد.. ورفض لاتفاقية خور عبدالله

     

    الكاظمية المقدسة – الجمعة:

    في أجواء ملؤها الإيمان والعزم، ألقى سماحة الشيخ الدكتور علي عبدالعزيز الجبوري، عضو الهيئة العلمية لمدرسة الامام الخالصي خطبتي صلاة الجمعة من مدينة الكاظمية المقدسة، بتاريخ 15 محرّم الحرام 1447هـ الموافق لـ 11 تموز 2025م، مستذكراً فيها ثورة الإمام الحسين عليه السلام، ومؤكداً على ضرورة الالتزام بمبادئه، ثم انتقل في الخطبة الثانية إلى تناول قضايا الأمة الراهنة، متوقفاً بشكل واضح عند المستجدات السياسية المتعلقة باتفاقية "خور عبدالله" والوضع الإقليمي.

     

    الخطبة الأولى: عاشوراء.. بوابة الإصلاح وميزان الولاء

    استهلّ سماحة الشيخ الدكتور علي عبدالعزيز الجبوري خطبته الأولى بتجديد العهد مع ذكرى عاشوراء الإمام الحسين عليه السلام، معتبراً إياها مناسبةً خالدة تجسّد الشهادة والإباء والثورة الواعية، ودعا إلى التمسك بالمبادئ التي خرج من أجلها الإمام الشهيد، والعمل بها حتى نحقق ما كان يسعى إليه في مشروعه الإصلاحي.

    وأكد أن على المسلمين أن يجعلوا من عاشوراء منطلقاً لبناء الأمة على أسس إسلامية صافية، بعيداً عن مشاريع الهيمنة الغربية أو محاولات التشويش على القيم بدعوى "التحرر والانفتاح".

    وقال: "لقد استطاع الإمام الحسين عليه السلام أن يعيد الأمة إلى حقيقة إيمانها، وأن يوقظ ضمائرها من غفلة الغرور والأنانية وشهوة السلطة."

    شخصية الحسين.. صلابة وعقيدة

    وسلّط سماحته الضوء على البعد التربوي في نهضة كربلاء، معتبراً أن الإمام الحسين عليه السلام أراد من أتباعه أن يكونوا ذوي شخصية صلبة كالحديد في وجه مغريات الدنيا وتحدياتها، وأن يثبتوا على خط الإسلام المحمدي الأصيل، لا الإسلام الممسوخ بالمصالح أو المساومات.

    وأضاف: "علينا أن نقدّم الإمام الثائر الشهيد بوصفه شعلة هداية للأحرار، لا رمزا تاريخياً جامداً، وأن نربط قضيته بواقعنا المعاصر، لنحمل لواء الإصلاح بصدق مهما كلفنا ذلك، فالموت في طريق الحسين هو عز وشرف وشهادة."

    الحسين.. مشروع إصلاح لا لحظة تاريخية

    وبيّن سماحته أن الحسين لم يكن مجرّد بطل أو شهيد كبقية شهداء الإسلام في ساحة المعركة، بل هو مصلح ربّاني بكل ما تحمله الكلمة من معنى، جاء ليعيد الأمة إلى نهج رسول الله صلى الله عليه وآله، وصراط الله المستقيم، فقد خرج بأهله وأطفاله وعياله ليس طمعاً في ملك أو رغبة في سلطة، بل لإحياء دين الله بعد أن عبث به الطلقاء.

    وقال: "خروج الإمام الحسين عليه السلام لم يكن طائفياً أو سياسياً كما يدّعي البعض، بل هو حركة ربّانية لإحياء القيم الإسلامية الأصيلة، بعد أن انحرف مسار الأمة بفعل الطغيان والفساد."

    وشدد على أن الإسلام لا يدعو إلى ثورة عاطفية بلا هدف، بل إلى ثورة واعية مبنية على التصميم والإرادة، تخرج الإنسان من عبودية الشهوات إلى حرية الإيمان والعمل الصالح، وتصنع أوطاناً واعية تحفظ كرامة الأمة وتسير بها إلى برّ السعادة في الدنيا والآخرة.

    خط الحسين.. خيار وجودي

    واختتم الشيخ الجبوري خطبته الاولى بالتأكيد على أنّ إحياء الشعائر الحسينية لا يكفي ما لم يتحول إلى وعي إصلاحي عملي، يحارب الانحراف والفساد والولاءات الأجنبية، مشدداً أن من يسير على خط الحسين عليه السلام يجب أن يكون صادقاً في دينه، متفقهاً في عقيدته، موالياً لأولياء الله، معادياً لأعدائه، وإلا فإنّ الحياد يعني – بشكل أو بآخرالانتماء لمعسكر الباطل، حتى وإن لم يُعلن الإنسان ذلك صراحة.

     

    الخطبة الثانية: تحية للمقاومة.. ورفض شعبي لاتفاقية الخيانة

    في خطبته الثانية، توجه الشيخ الجبوري بتحية فخر واعتزاز إلى أبناء المقاومة في غزة، مثنياً على العمليات البطولية التي هزّت كيان العدو وأذلته، واذاقته طعم الموت ومرارة الهزيمة، وكذلك حيّا الشعب اليمني الصامد الشجاع والشهم، وخاصة عملياته البحرية الأخيرة وصواريخه وطائرته المسيرة التي أربكت حسابات العدو وجعلت منه محاصراً في أوكار الخوف وملاجئ الذل.

    ثم انتقل سماحته إلى الشأن المحلي، محذراً البرلمان العراقي من مغبة الوقوع في "فقه الخيانة"، على حد تعبيره، عبر إعادة التصويت على اتفاقية خور عبد الله، والتي وصفها بـ"اتفاقية الذل"، مطالباً النواب الشرفاء بالثبات على موقفهم ورفض كل دعوة لإعادة النظر فيها.

    وأوضح قائلاً: "إعادة طرح اتفاقية خور عبد الله يُعد خيانة عظمى ومخالفة دستورية صريحة، وهو نقض للعهد الذي أقسم عليه نواب البرلمان أمام الله والشعب."

    وفي هذا السياق، أشاد بالمواقف الشعبية التي عبّرت عن رفضها القاطع لهذه الاتفاقية، خاصة من خلال مواكب العزاء الحسينية التي خرجت حاملة شعار رفض الفساد وبيع الأوطان، معرباً عن تأييده لموقف القضاء العراقي الذي رفض المصادقة على الاتفاقية، معتبراً ذلك موقفاً وطنياً مشرّفاً.

    11-7-2025-2